للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{تَهْجُرُونَ} بفتح التاء وضم الجيم. وروى ابن أبي عاصم: {يهجرون} بالياء بدل التاء على سبيل الغيبة. قال ابن عباس: تهجرون الحق وذكر الله، وتقطعونه من الهجر. وقال ابن زيد وأبو حاتم: من هجر المريض إذا هذى؛ أي: يقولون اللغو من القول. وقرأ ابن عباس وابن محيصن ونافع وحميد بضم التاء وكسر الجيم من أهجر الرباعي؛ أي: يقولون الهجر بضم الهاء وهو الفحش. قال ابن عباس إشارة إلى السب للصحابة وغيرهم. وقرأ ابن مسعود وابن عباس أيضًا، وزيد بن علي وعكرمة وأبو نهيك وابن محيصن أيضًا وأبو حيوة {يهجرون} بضم الياء وفتح الهاء وتشديد الجيم من هجر المضاعف من الهجر بالفتح بمعنى مقابل الوصل، أو الهذيان، أو من الهُجر بضم الهاء، وهو السب والإفحاش في المنطق، يريد سبهم للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن اتبعه.

وعبارة "المراح": {تَهْجُرُونَ} بضم التاء؛ أي: (١) تسبون القرآن، وتسمونه سحرًا وشعرًا. وتهجرون بفتح التاء؛ أي: تتركون القرآن وتعرضون عنه، وكانوا يجتمعون حول الكعبة في الليل يتحدثون، وكان أكثر حديثهم ذكر القرآن، والطعن فيه، وتسميته سحرًا وشعرًا، وسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وكانوا يقولون: لا يعلو علينا أحد؛ لأنا أهل الحرم كما مر.

وقوله: {مُسْتَكْبِرِينَ}، وقوله: {سَامِرًا} وقوله: {تَهْجُرُونَ} أحوال مترادفة من الواو في {تَنْكِصُون} أو كل واحدة حال من ضمير ما قبلها، فتكون أحوالًا متداخلة، وسامرًا اسم جمع كحاج وراكب وحاضر وغائب وباقر جمع البقر، وجامل جمع الجمل، فالكل يطلق على الجمع. اهـ. وفي "القرطبي" الحاضر هم القوم النازلون على الماء. اهـ.

٦٨ - ثم أنبهم سبحانه وتعالى وبيّن أن سبب إقدامهم على الكفر هو أحد هذه الأمور الأربعة الآتية:

الأول: ما ذكره بقوله: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ}؛ أي: القرآن، فإنهم لو تدبروا


(١) المرح.