للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تخصيص (١) القسم بالسماء المتصفة بتلك الصفة: تشبيه أقوالهم في اختلافها باختلاف طرائق السماء، واستعمال الحبك في الطرائق هو الذي عليه أهل اللغة، وإن كان الأكثر من المفسرين على خلافه، على أنه يمكن أن ترجع تلك الأقوال في تفسير الحبك إلى هذا، وذلك بأن يقال: إنَّ ما في السماء من الطرائق يصحّ أن يكون سببًا لمزيد حسنها، واستواء خلقها، وحصول الزينة فيها ومزيد القوّة لها، وقيل: إنّ المراد بكونهم في قول مختلف أنّ بعضهم ينفي الحشر، وبعضهم يشكّ فيه كما مر، وقيل: كونهم يقرون أنّ الله خالقهم ويعبدون الأصنام.

وقرأ الجمهور (٢): {الْحُبُكِ} بضمتين، وابن عباس والحسن بخلاف عنه، وأبو مالك الغفاريّ وأبو حيوة وابن أبي عبلة وأبو السمال ونعيم عن أبي عمرو: بإسكان الباء، وعكرمة: بفتحها جمع حبكة، مثل: طرفة وطرف، وأبو مالك الغفاريّ والحسن بخلاف عنه: بكسر الحاء والباء، وأبو مالك الغفاريّ والحسن أيضًا وأبو حيوة: بكسر الحاء وإسكان الباء، وهو تخفيف فِعِل المكسور، هما وهو اسم مفرد لا جمع، لأنّ فعلًا ليس من أبنية المجموع، فينبغي أن يعد مع إبل فيما جاء من الأسماء على فعل بكسر الفاء والعين، وابن عباس أيضًا وأبو مالك: بفتحهما، قال أبو الفضل الرازيّ: فهو جمع حبكة، مثل: عقبة وعقب. انتهى. والحسن أيضًا: {الحبك} بكسر الحاء وفتح الباء، وقرأ أيضًا كالجمهور، فصارت قراءته خمسًا: الحُبُكُ والحُبْك، والحِبِك، والحِبْك، والحِبَكُ، وقرأ أبو مالك أيضًا: {الحِبُك} بكسر الحاء وضمّ الباء، وذكرها ابن عطية أيضًا عن الحسن، فتصير له ستّ قراءات، وقال "صاحب اللوامح": وهو عدم النظير في العربية في أبنيتها وأوزانها، ولا أدري ما رواه. انتهى.

٩ - {يُؤْفَكُ} ويصرف {عَنْهُ}؛ أي: عن الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وبما جاء به، أو عن الحق، وهو البعث والتوحيد، أو عن القرآن. {مَنْ أُفِكَ}؛ أي: من صرف عن الخير كله، وقيل: يحرم عنه من حوم، وقال اليزيدي: يدفع عنه من دفع


(١) الشوكاني.
(٢) البحر المحيط.