من العقاب، وهم في الغفلة على درجات، فمنهم الغافلون عن آيات الله في الأنفس والآفاق التي تهدي العبد إلى معرفة ربه، والغافلون عن استعمال مشاعرهم وعقولهم في أفضل ما خلقت لأجله، والغافلون عن ضروريات حياتهم الشخصية والقومية والدينية.
والخلاصة: أنّ أهل النار هم الأغبياء الجاهلون الغافلون الذين لا يستعملون عقولهم في فقه حقائق الأمور، وأبصارهم وأسماعهم في استنباط المعارف، واستفادة العلوم، ولا في معرفة آيات الله الكونية، وآياته التنزيلية، وهما سبب كمال الإيمان والباعث النفسي على كمال الإسلام
١٨٠ - {وَلِلَّهِ} سبحانه وتعالى لا لغيره {الْأَسْماءُ الْحُسْنى}؛ أي: الأسماء التي هي أحسن الأسماء وأجلها، لدلالتها على أحسن المعاني وأشرفها. {فَادْعُوهُ}؛ أي: فادعو الله سبحانه وتعالى وسموه ونادوه {بِها}؛ أي: بتلك الأسماء عند الدعاء لحوائجكم، وعند الذكر والثناء عليه، كأن تقول: يا الله يا رحمن يا رحيم؛ أي: فاذكروه ونادوه بها إما للثناء عليه نحو {اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * ونحو: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (٢٢)} وإما لدى السؤال، وطلب الحاجات، وذكر الأسماء الحسنى في أربع سور من القرآن:
أولها: هذه السورة.
ثانيها: في آخر سورة الإسراء في قوله: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ}.
وثالثها: في أول طه في قوله: {اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٨)}.
رابعها: في آخر الحشر في قوله: {هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}. اه. الخطيب.
وللذكر فوائد: منها تغذية الإيمان، ومراقبة الله تعالى، والخشوع له، والرغبة فيما عنده، واحتقار آلام الدنيا، وقلة المبالاة بما يفوت المؤمن من نعيمها، ومن ثم جاء في الحديث: «من نزل به غم أو كرب أو أمر مهم فليقل: