الآفات؛ أي: يستقبلون فيها بالتحية وبالسلام؛ أي: تحييهم الملائكة، ويدعون لهم بطول الحياة، والسلامة من الآفات، فإن التحية هي الدعاء بالتعمير، والسلام هو الدعاء بالسلامة.
وقال شيخ الإِسلام: جمع بين التحية والسلام مع أنهما بمعنى واحد لقوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ}، ولخبر:"تحية أهل الجنة في الجنة السلام"؛ لأن المراد هنا بالتحية سلام بعضهم على بعض، أو سلام الملائكة عليهم، وبالسلام سلام الله عليهم لقوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)}، أو المراد بالتحية إكرام الله لهم بالهدايا والتحف، وبالسلام سلامه عليهم بالقول، ولو سلم أنهما بمعنى واحد لساغ الجمع بينهما لاختلافهما لفظًا "فتح الرحمن".
٧٦ - حالة كونهم {خَالِدِينَ فِيهَا}؛ أي: في تلك الغرفة لا يموتون ولا يخرجون منها {حَسُنَتْ} تلك الغرفة من جهة كونها {مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} لهم؛ أي: موضع قرار ودوام وإقامة واستراحة لهم، وهو مقابل قوله في جهنم:{سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} معنى، ومثله إعرابا. فعلى العاقل أن يتهيأ لمثل هذه الغرفة العالية الحسنة بما سبق من الأعمال الفاضلة المستحسنة، ولا يقع في مجرد الأماني والآمال، فإن الأمنية كالموت بلا إشكال: