للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَحَسُنَ أُولَئِكَ}؛ أي: وحسن كل واحد من الأصناف الأربعة من جهة كونه {رَفِيقًا} في الجنة، بأن يستمتع فيها المطيع برؤيتهم وزيارتهم والحضور معهم، وإن كان مقرهم في الدرجات العالية بالنسبة إلى غيرهم، والمخصوص بالمدح هؤلاء المذكورون من الأصناف الأربعة، وفي هذه الجملة معنى التعجب، كأنه قال: وما أحسن أولئك رفيقًا في الجنة.

٧٠ - {ذَلِكَ} المذكور الذي أعطى الله المطيعين من الأجر العظيم، ومن مرافقة هؤلاء المنعم عليهم، هو {الْفَضْلُ} والعطاء {مِنَ اللَّهِ} سبحانه وتعالى، تفضل به على من أطاع الله ورسوله، لا أنهم نالوه بطاعتهم؛ أي: إن هذا الذي ذكر من الجزاء لمن يطيع الله والرسول هو الفضل الذي لا يعلوه فضل، فإن السمُّوَ إلى إحدى تلك المنازل في الدنيا، ومرافقة أهلها في الآخرة، هو منتهى ما يأمله المرء من السعادة، وبه يتفاضل الناس، فيفضل بعضهم بعضًا، {وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}؛ أي: وكفى باللهِ سبحانه وتعالى من جهة كونه عليمًا بالعصاة والمطيعين والمنافقين والمخلصين، ومن يصلح لمرافقة هؤلاء، ومن لا يصلح، فهو لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.

وقرأ الجمهور (١): {وَحَسُنَ} بضم السين وهي الأصل ولغة الحجاز، وقرأ أبو السمال: {وحسْن} بسكون السين وهي لغة بعض بني قيس.

الإعراب

{إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.

{إنَّ}: حرف نصب. {اللَّهَ}: اسمها. {يَأمُرُكُمْ}: فعل ومفعول أول، وفاعله ضمير يعود على: {اللَّهَ}، والجملة الفعلية خبر {إن}، وجملة: {إنَّ} مستأنفة استئنافًا نحويًّا، {أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ} ناصب وفعل وفاعل ومفعول، {إِلَى أَهْلِهَا}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق به، وجملة {أَنْ} المصدرية مع صلتها


(١) البحر المحيط.