للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيْرَةً ... إِنَّ الْجِبَالَ مِنَ الْحَصَى

وقرأ الأعمش (١)، وعمران بن حدير، وعصمة عن أبي بكر بشد راء {مستطرٌّ}.

قال صاحب "اللوامح": يجوز أن يكون من طر النبات والشارب إذا ظهر ونبت بمعنى كل شيء ظاهر في اللوح المحفوظ، مثبت فيه. ويجوز أن يكون من الاستطار، لكن شدد الراء للوقف على لغة من يقول: جعفر، وتفعل بالتشيد وقفًا، انتهى. ووزنه على التوجيه الأول استفعل، وعلى الثاني افتعل.

٥٤ - وبعد أن ألمع إلى ما يصيب الكافرين من الإهانة في ذلك اليوم، أردفه بما يناله المتقون من الكرامة عند ربهم , وما يحفظون به من الشرف والزلفى بحسب سنة القرآن من ذكر الثواب إثر العقاب، والعكس بالعكس. فقال:

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ} أي: من الكفر، والمعاصي {فِي جَنَّاتٍ}؛ أي: بساتين عظيمة الشأن بحيث لا يوصف نعيمها، وما أعد فيها لأهلها. {وَنَهَرٍ}؛ أي: أنهار كذلك. يعني: أنهار الماء، واللبن، والخمر، والعسل. والإفراد للأفراد للاكتفاء باسم الجنس مراعاة للفواصل.

وقرأ الجمهور (٢): {وَنَهَرٍ} على الإفراد، والهاء مفتوحة. والأعرج، ومجاهد، وحميد، وأبو السمال، والفياض بن غزوان بسكونها. والمراد به: الجنس إن أريد الأنهار، أو يكون معنى {وَنَهَرٍ}، أي: وسعة في الأرزاق والمنازل. وقرأ (٣) زهير العرقبي, والأعمش، وأبو نهيك، وأبو مجلز، واليماني بضم النون والهاء، جمع نهر، كرهن ورهن، أو نهر كأسد وأسد. وهو المناسب لجمع جنات. وقيل: نهر جمع نهار. ولا ليل في الجنة وهو بعيد.

٥٥ - {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ} خبر بعد خبر. وهو (٤) من إضافة الموصوف إلى الصفة، كمسجد الجامع. والصدق بمعنى الجودة؛ أي: في مكان مرضي, ومجلس حقٍّ سالم من اللغو والتأثيم. بخلاف مجالس الدنيا، فقل أن تسلم من ذلك. حال


(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.
(٣) البحر المحيط.
(٤) روح البيان.