للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ظهره؛ أي: فإن الله يضله ويهديه إلى سواء الجحيم، ويحمل يوم القيامة من الأوزار والآثام ما لا يقدر على حمله، بل ينقض ظهره، وبمعنى الآية قوله: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} وكل من بلغه القرآن من العرب والعجم، من أهل الكتاب وغيرهم، فهو نذير له، فمن اتبعه .. اهتدى، ومن أعرض عنه .. ضل وشقي في الدنيا، والنار موعده يوم القيامة، كما قال {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}

١٠١ - حالة كونهم {خَالِدِينَ}؛ أي: ماكثين {فِيهَا}؛ أي: في ذلك الوزر, أي: في عقوبته مكثًا مؤبدًا، لا يجدون عنها محيصًا، ولا انفكاكًا، فهو حال من الضمير المستتر في يحمل، والجمع: بالنظر إلى معنى {من} لما أن الخلود في النار مما يتحقق حال اجتماع أهلها فيها.

وقرأ الجمهور (١): {يَحْمِلُ}، مضارع حمل الثلاثي، مخففًا مبنيًا للفاعل، وقرأت فرقة - منهم داود بن رفيع -: {يحمل} مشدد الميم من حُمّل المضعف، مبنيًا للمفعول؛ لأنه يكلف ذلك، لا أنه يحمله طوعًا ووزرًا، مفعول ثان {وَسَاءَ}؛ أي: وبئس الوزر {لَهُمْ}؛ أي: للمعرضين {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} من جهة كونه {حِمْلًا} ثقيلًا {لَهُمْ}، والمخصوص بالذم: محذوف تقديره: وزرهم {وَسَاءَ} (٢) هنا هي التي جرت مجرى يئس، لا ساء التي بمعنى أحزن وأهم، لفساد المعنى، و (اللام) في {لَهُمْ}: للبيان كهي في {هَيْتَ لَكَ} لا متعلقة بـ {ساء} كأنه لما قيل: {ساء} قيل: لمن يقال هذا؟ فأجيب بـ {لَهُمْ} وجمع الضمير في {لَهُمْ} حملاً على معنى {مَنْ} بعد الحمل على لفظها في {أَعْرَضَ} وفي {فَإِنَّهُ} يحمل، وإعادة يوم القيامة لزيادة التقرير والتهويل؛ أي: وبئس عقاب وزرهم الذي حملوه يوم القيامة، جزاءً إعراضهم وكفرهم، وسائر ذنوبهم،

١٠٢ - وقوله: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} بدل من يوم القيامة، أو منصوب بإضمارك اذكر؛ أي: اذكر يا محمد لقومك، ولسائر الناس قصة يوم ينفخ إسرافيل في القرن، الذي التقمه للنفخ {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ}؛ أي: ونخرج المتوغلين في الإجرام والآثام،


(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.