والفوق: ما يلي المحيط، والأسفل: ما يلي مركز الأرض.
فإن قلت: ما النبات؟
قلت: النبات ما الغالب عليه المائية.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} المذكور من إراءة البرق، وإنزال الماء من السماء، وإحياء الأرض به بعد موتها، {لَآيَاتٍ}؛ أي: لدلالات على قدرة الفاعل المختار، {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}؛ أي: يفهمون عن الله سبحانه حججه وأدلته، فكما أنه تعالى قادر على أن يحيى الأرض بعد موتها، كذلك قادر على أن يحيي الموتى، ويبعث من في القبور.
قال في "برهان القرآن": ختم الآية بقوله: {يَعْقِلُونَ} لأن العقل ملاك الأمر في هذه الأبواب، وهو المؤدي إلى العلم. انتهى.
قال بعض العلماء: العاقل: من يرى بأول رأيه آخر الأمور، ويهتك عن مهماتها ظلم الستور، ويستنبط دقائق القلوب، ويستخرج ودائع الغيوب.
قال حكيم: العقل والتجربة في التعاون، بمنزلة الماء والأرض، لا يطيق أحدهما بدون الآخر إنباتًا.
ومعنى الآية (١): أي ومن آياته الدالة على عظيم قدرته: أنه يريكم البرق فتخافون مما فيه من الصواعق، وتطمعون فيما يجلبه من المطر، الذي ينزل من السماء، فيحيي الأرض الميتة التي لا زرع فيها ولا شجر، إن في ذلك المذكور لبرهانًا قاطعًا، ودليلًا ساطعًا على البعث والنشور، وقيام الساعة، فإن أرضًا هامدةً، لا نبات فيها، ولا شجر، يجيئها الماء فتهتز وتريو وتنبت من كل زوج بهيج، لهي المثال الواضح، والدليل اللائح، على قدرة من أحياها، على إحياء العالم بعد موته، حين يقوم الناس لرب العالمين.
٢٥ - {وَمِنْ آيَاتِهِ} وحججه الدالة على قدرته على ما يشاء {أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ