١٤ - ثم ذكر سبحانه خمسة أوصاف من صفات الرحمة والجلال فقال:
١ - {وَهُوَ الْغَفُورُ}؛ أي: كثير المغفرة لمن تاب عن الكفر وآمن، وكذا لمن تاب عن غيره من المعاصي، ولمن لم يتب أيضًا إن شاء فتجاوز عن سيئاته.
٢ - {الْوَدُودُ}؛ أي: المحب لمن أطاع أو تاب، كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}، فالودود: فعول بمعنى الفاعل هاهنا، وهو الذي يقتضيه المقام، وقال سهل رحمه الله تعالى: الودود: المحب إلى عباده بإسباغ النعم عليهم ودوام العافية، فيكون بمعنى المفعول؛ لأنه يحبه عباده الصالحون، ومحبة العبد لله طاعته له، وموافقته لأمره، أو تعظيمه له، وهيبته في قلبه، وخاصية الاسم الودود. حصول محبة الله ومحبة طاعته لذاكره.
٣ - ١٥ {ذُو الْعَرْشِ}؛ أي: خالق العرش ومالكه، وقيل: المراد بالعرش: الملك مجازًا؛ أي: ذو السلطنة القاهرة على المخلوقات السفلية، والمخلوقات العلوية، وإن لم يكن على السرير، يقال: ثُلَّ عرش فلان: إذا ذهب سلطانه، ومنه قول الشاعر:
٤ - {الْمَجِيدُ} بالرفع على أنه صفة لـ {ذُو}، وهو الشريف ذاته، الجميل أفعاله، الجزيل عطاؤه، وهو الماجد أيضًا، ولكن دل أحدهما على المبالغة.
وقرىء بالجر على أنه صفة لـ {الْعَرْشِ}، أو صفة لـ {ذي}، ومجد العرش: علوه في الجهة، وعظم قدره، وحسن صورته وتركيبه، فإنه أحسن الأجسام تركيبًا وصورة.
وقرأ الجمهور:{ذُو} بالواو، وابن عامر في رواية:{ذي} بالياء على أنه صفة لـ {رَبِّكَ} في قوله: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ} ولا يضر الفصل بينهما؛ لأنها صفات الله سبحانه.
وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد وابن وثاب والأعمش والمفضل عن عاصم والأخوان حمزة والكسائي:{الْمَجِيدُ} بكسر الدال على أنه صفة لـ {الْعَرْشِ}، ومن