سورة التكوير مكية بلا خلاف، نزلت بعد سورة المسد، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة إذا الشمس كورت بمكة، وأخرج ابن مردويه عن عائشة وابن الزبير مثله.
ومناسبتها لما قبلها: أن كلتيهما تشرح أحوال يوم القيامة وأهوالها، وهذه السورة محكم كلها، ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
فضلها: ومما ورد في فضلها: ما أخرجه الإمام أحمد، والترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين .. فليقرأ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١)} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١)} و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١)} "، وهي اشتملت على بيان حقيقتين: حقيقة القيامة وما يصاحبها من انقلاب الكون، وحقيقة الوحي، وما يتعلق بها من صفة الملك الذي تحمله، وصفة النبي الذي يتلقاه، ثم شأن القوم المخاطبين بهذا الوحي معه، ومع خالقهم الذي فطرهم وأنزل الوحي إليهم.