جنسك، فإنه العذاب الشديد ليس إلا. وجاء في مسائل الفقه أن من رأى نصرانية سمينة أو جميلة فتمنى أن يكون نصرانيًا ليتزوجها كفر، فعلى العاقل أن يصون نفسه بقدر الإمكان، فإن الله تعالى غيور ينبغي أن يخاف منه كل آنٍ.
وقرأ الجمهور (١): {وَحُرِّمَ ذَلِكَ} مشددًا مبنيًا للمفعول. وقرأ أبو البرهشيم:{وحرم ذلك} مبنيًا للفاعل؛ أي: حرم الله ذلك. وقرأ زيد بن علي {وحرم ذلك} بفتح الحاء وضم الراء مخففة. وقرأ أبي بن كعب وأبو المتكل وأبو الجوزاء {وحرم الله ذلك} بزيادة اسم الله عز وجل مع فتح حروف حرم كلها.
والمعنى: أي إن نكاح المؤمن المتسم بالصلاح الزانية، ورغبته فيها، واندماجه في سلك الفسقة المشهورين بالزنا، محرم عليه، لما فيه من التشبه بالفساق، ومن حضور مواضع الفسق والفجور، التي قد تسبب له سوء المقالة، واغتياب الناس له، وكم في مجالسه الفساق من التعرض لاقتراف الآثام فما بالك بمزاوجة الزواني والفجار.
وجاء في الخبر:"من حام حول الحمى، يوشك أن يقع فيه".
مبحث حكم قذف غير الزوجة من النساء
٤ - {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ}؛ أي: يشتمون ويقذفون {الْمُحْصَنَاتِ}؛ أي: الحرائر المكلفات العفيفات، من حرائر المسلمين فيرمونهن بالزنا، وظاهر قوله:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ} الذكور، ولكن حكم الراميات كحكمهم. {ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا} إلى الحكام على ما رموهن به من ذلك {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} ذكور عدول، يشهدون بأنهم رأوهن يفعلن ذلك {فَاجْلِدُوهُمْ}؛ أي: فاضربوا أيها الحكام أولئك القاذفين {ثَمَانِينَ جَلْدَةً}؛ أي: ضربة، جزاء لهم على ما فعلوا من ثلم العرض، وهتك الستر دون أن يكون ذلك بوجه الحق لظهور كذبهم بعجزهم عن الإتيان بالشهداء.