٩ - والسابع: المحافظة على الصلوات، وذكره بقوله:{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ} المفروضة عليهم؛ وقرأ الأخوان حمزة والكسائي:{على صلاتهم} بالإفراد، وباقي السبعة بالجمع {يُحَافِظُونَ}؛ أي: يواظبون عليها بشرائطها وآدابها، ويؤدونها في أوقاتها، التي رسمها الدين، على أكمل وجه، وعبر بـ {يُحَافِظُونَ} بصفة المضارع، لما في الصلاة من التجدد والتكرار، وهو السر في جمعها، وليس فيه تكرير الخشوع؛ لأن المحافظة فضيلة أخرى. فإن قلت (١): كيف كرر ذكر الصلاة أولًا وآخرًا؟
قلت؛ هما ذكران مختلفان، فليس تكرارًا، وصفهم أولًا بالخشوع في الصلاة، وآخرًا بالمحافظة عليها.
قال الزمخشري: ووحدت أولًا ليفاد الخشوع في جنس الصلاة، وجمعت آخرًا، لتفاد المحافظة على أعدادها، وهي الصلوات الخمس، والوتر، والسنن المرتبة مع كل صلاة، وصلاة الجمعة، وصلاة العيدين، والجنازة والاستسقاء والكسوف وصلاة الضحى والتهجد وغيرها من النوافل، قال: في "التأويلات النجمية": يحافظون لئلا يقع خلل في صورتها، ومعناها: ولا يضيع منهم الحضور في الصف الأول صورةً ومعنًى.
وفي الحديث:"يكتب للذي خلف الإِمام بحذائه في الصف الأول، ثواب مئة صلاة، وللذي في الأيمن، خمس وسبعون، وللذي في الأيسر خمسون، وللذي في سائر الصفوف، خمس وعشرون" كما في "شرح المجمع"، والصف الأول، أعلم بحال الإِمام، فتكون متابعته أكثر، وثوابه أتم، وأوفر، كما في "شرح المشارق" لابن الملك وفي الحديث: "أول زمرة تدخل المسجد، هم أهل الصف الأول، وإن صلوا في نواحي المسجد" كما في "خالصة الحقائق".
روي عن ابن مسعود أنه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، أي: العمل أحب إلى الله؟ قال:"الصلاة على وقتها" قال: قلت: ثم أي؟ قال: