١١٨ - وقال رابعًا:{وَهَدَيْناهُمَا} بذلك الكتاب {الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ}؛ أي: الموصل إلى الحق والصواب، بما فيه من تفاصيل الشرائع، وتفاريع الأحكام.
١١٩ - وقال خامسًا:{وَتَرَكْنا عَلَيْهِما}؛ أي: أبقينا لهما ذكرًا حسنًا، وثناءً جميلًا {فِي الْآخِرِينَ}؛ أي: فيمن بعدهم من الأمم. وهذا ما تصبو إليه النفوس. قال شاعرهم:
١٢٠ - فهم يسلمون عليهما، ويقولون: {سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (١٢٠)} ويدعون لهما دعاء دائمًا إلى يوم الدين، ولا شيء أدعى إلى سعادة الحياة من الطمأنينة وهدوء البال، كما ورد في الحديث:«من أصبح آمنًا في سربه، معافى في بدنه، فكأنما حيزت الدنيا له بحذافيرها».
١٢١ - ثم ذكر سبب هذه النعم، فقال:{إِنَّا كَذلِكَ}؛ أي: مثل هذا الجزاء الكامل {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الذين هما من جملتهم، لا جزاء قاصرًا عنه
١٢٢ - {إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢)} يشير إلى (١) أن طريق الإحسان هو الإيمان. فالإيمان هو مرتبة الغيب، والإحسان هو مرتبة المشاهدة. ولما كان الإيمان ينشأ عن المعرفة كان الأصل معرفة الله، والجري على مقتضى العلم.
القصة الرابعة: قصة إلياس عليه السلام
١٢٣ - {وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣)} إلى بني إسرائيل. قال ابن جرير: هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون أخي موسى عليهما السلام.