مصدران. وقيل: الفتح في المصدر، والضم في الاسم، وقرأ ابن أبي عبلة: بفتح الزاي والعين فيهما، والكسر لغة لبعض قيس وتميم، ولم يقرأ به.
{فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ}؛ أي: فيما عينوه لشركائهم وآلهتهم {فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ}؛ أي: لا يصرف إلى الوجوه التي جعلوها لله لا بالتصدق ولا بالضيافة ولا غيرهما، بل يهتمون بحفظه وإنفاقه على السدنة وذبح الذبائح والقرابين عندها {وَما كانَ لِلَّهِ}؛ أي: وما عينوه وجعلوه له - سبحانه وتعالى - {فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ}؛ أي: يجعلونه لآلهتهم وينفقونه في مصالحها للتقرب به إليها {ساءَ ما يَحْكُمُونَ}؛ أي: قبح الحكم حكمهم في إيثار آلهتهم على الله سبحانه، أو قبح ما يحكمون به بإيثارهم المخلوق العاجز عن كل شيء على الخالق القادر على كل شيء، وبعملهم شيئا لم يشرعه الله.
وللقبح وجوه متعددة منها:
١ - أنه اعتداء على الله بالتشريع، وهو لم يأذن لهم فيه.
٢ - الشرك في عبادته تعالى، ولا ينبغي أن يشرك مع الله سواه فيما يتقرب به إليه.
٣ - ترجيح ما جعلوه لشركائهم على ما جعلوه لخالقها وخالقهم.
٤ - أن هذا حكم لا مستند له من عقل ولا هداية من شرع.
١٣٧ - ثم ذكر سبحانه وتعالى من أعمال الشرك أيضا عملا لا مستند له من عقل ولا شرع فقال:{وَكَذلِكَ}؛ أي: ومثل تزيين قسمة القرابين من الحرث والأنعام بين الله وآلهتهم، وجعلهم آلهتهم شركاء لله في ذلك {زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ} بوأد إناثهم ونحر ذكورهم {شُرَكاؤُهُمْ}؛ أي: أولياؤهم من الشياطين ومن السدنة؛ أي: زين لكثير من المشركين شركاؤهم - سدنة الآلهة وخدمها - أن يقتلوا أولادهم.
وكان مصدر هذا التنزيين وجوها مختلفة منها:
١ - اتقاء الفقر الحاصل أو المتوقع، وقد أشار سبحانه إلى الأول بقوله: