{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} وأشاء إلى الثاني بقوله: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}.
٢ - اتقاء العار بوأد البنات؛ أي: بدفنهن وهن على قيد الحياة خشية أن يكن سببا للعار أو السباء، أو خشية أن يقترن بأزواج دون آبائهن في الشرف.
٣ - التدين بنحر الأولاد للآلهة تقربا إليها بنذر أو بغير نذر، فقد كان الرجل في الجاهلية ينذر إن ولد له كذا غلاما .. لينحرن أحدهم كما حلف عبد المطلب في قصص طويل أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«أنا ابن الذبيحين».
وسمى الله المزينين لهم الشرك من شياطين الإنس - كالسدنة - أو شياطين الجن شركاء، وإن كانوا هم لم يسموهم لا آلهة ولا شركاء؛ لأنهم لما أطاعوهم طاعة إذعان وخضوع في التحليل والتحريم، ولا يكون ذلك إلا لله سماهم شركاء كما قال:{اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْبابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}.
وقرأ الجمهور (١): {زَيَّنَ} - مبنيا للفاعل - و {قَتْلَ} - نصبا على المفعولية - و {أَوْلادِهِمْ} - خفضا بالإضافة - و {شُرَكاؤُهُمْ} - رفعا على الفاعل - والمعنى؛ أي: وهكذا زين لهم شياطينهم قتل أولادهم، فأمروا بأن يئدوا بناتهم خشية الفقر والسبي، وبأن ينحروا ذكورهم لآلهتهم، فكان الرجل في الجاهلية يقوم فيحلف بالله لئن ولد له كذا من الذكور .. لينحرن أحدهم كما حلف عبد المطلب لينحرن عبد الله.
وقرأ ابن عامر وحده:{زين} - مبنيا للمفعول - و {قتل} - رفعا على النيابة عن الفاعل - و {أولادهم} - نصبا على المفعولية - و {شركائهم} - خفضا على إضافة المصدر إلى فاعله - والمعنى؛ أي: وزين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم. وهذه القراءة متواترة صحيحة، ولا عبرة بقول ابن عطية: وهذه قراءة ضعيفة في لسان العرب، فقد قرأ ابن عامر على أبي الدرداء، وواثلة بن الأسقع وفضالة بن عبيد، ومعاوية بن أبي سفيان، والمغيرة المخزومي، وقرأ أيضا على