أعطوا. وقرأ جمهور القراء السبعة وغيرهم {أَتَوْا} بالقصر. وقرأ ابن جبير، والسلمي {بِمَا أَتَوْا} مبنيًّا للمفعول.
١٨٩ - {وَلِلَّهِ} سبحانه وتعالى لا لغيره {مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وتدبيرهما، وخزائنهما فكيف يكون من له ملك السموات والأرض فقيرًا، وفيه تكذيب لمن قال:{إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ}{واللَّهَ} سبحانه وتعالى {عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} شاءه، ومنه عقاب هؤلاء الكفرة {قَدِيرٌ}؛ أي: قادر على تعجيل العقوبة لهم على ذلك القول؛ لكنه تفضل على خلقه بإمهالهم، وعلى إظهار دينكم ونصركم عليهم.
والمعنى: لا تحزنوا (١) أيها المؤمنون، ولا تضعفوا، وبينوا الحق، ولا تكتموا منه شيئًا، ولا تشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا، ولا تفرحوا بما عملتم، فإن الله يكفيكم ما أهمكم، ويغنيكم عن هذه المنكرات التي نهيتم عنها، فإن لله ملك السموات والأرض، يعطي من يشاء، وهو على كل شيء قدير، لا يعز عليه نصركم على من يؤذونكم بأيديهم، وألسنتهم من أهل الكتاب والمشركين.
وفي هذا إيماء إلى أن الخير في اتباع ما أرشد إليه، وفيه تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين، ووعد له بالنصر، وفيه تعريض بذم أولئك المخالفين، ووصفهم بأنهم لا يؤمنون إيمانًا صحيحًا يظهر أثره في أخلاقهم وأعمالهم؛ إذ لو كانوا كذلك، ما تركوا العمل بكتابه، وآثروا عليه ما يستفيدونه من حطام الدنيا.
{لَقَدْ} اللام موطئة للقسم. {قد} حرف تحقيق. {سَمِعَ اللَّهُ} فعل وفاعل، والجملة الفعلية جواب للقسم المحذوف، لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم المحذوفة مستأنفةٌ. {قَوْلَ الَّذِينَ} مفعول به ومضاف إليه. {قَالُوا} فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد ضمير الفاعل. {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} مقول محكي لـ {قالوا} وإن شئت قلت: {إنَّ} حرف نصب. {اللَّهَ}