منهم أن قتلوا ألوفًا لأجله، ثم أخذوه يربونه ليكبر، ويفعل بهم ما كانوا يحذرون.
وأُضيف الجند هنا وفيما قبل إلى فرعون وهامان (١)، وإن كان هامان لا جنود له؛ لأن أمر الجنود لا يستقيم إلا بالملك والوزير، إذ بالوزير تحصل الأموال، وبالملك وقهره يتوصل إلى تحصيلها، ولا يكون قوام الجند إلا بالأموال.
وقرىء {خاطيين} بغير همز، فاحتمل أن يكون أصله الهمز وحذفت، وهو الظاهر، وقيل: من خطأ يخطو؛ أي: خاطين الصواب.
٩ - ولما التقطوه همُّوا بقتله، وخافوا أن يكون المولود الذي يحذرون زوال ملكهم على يديه، فألقى الله محبته في قلب آسية امرأة فرعون {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ} حين رآه فرعون وهم بقتله، وهي آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد، الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف الصديق عليه السلام، وقيل: كانت من بني إسرائيل من سبط يوسف عليه السلام.
أي: قالت لفرعون حين أخرجته من التابوت، وهمَّ فرعون بقتله لقول الكهنة، كما سيأتي:{قُرَّتُ عَيْنٍ}؛ أي: لذة عين، ومسرة قلب؛ أي: هذا الغلام قرة عين {لِي وَلَكَ} يا فرعون {لَا تَقْتُلُوهُ}؛ أي: لا تقتلوا يا فرعون هذا الغلام، خاطبته بلفظ الجمع تعظيمًا له، ليساعدها فيما تريده.
قال ابن عباس: لما قالت آسية ذلك، قال فرعون: يكون لك، وأما أنا فلا حاجة لي فيه، وروي أنه لو قال: لي، كما هو لك لهداه الله كما هداها.
قال ابن إسحاق: إن الله تعالى ألقى محبته عليه السلام في قلبها، لأنه كان في وجهه ملاحة، فكل من رآه أحبه، ولأنها حين فتحت التابوت رأت النور، ولأنها لما فتحته رأته يمتص أصبعه، ولأن ابنة فرعون لما لطخت برصها بريقه زال.