١٧ - وقرأ أبو السماك {وعبدة} بفتح العين والباء والدال وتاء في اللفظ بعد الدال مرفوعة من كسر تاء {الطاغوت}.
١٨ - وقرأ معاذ القارئ:{وعابد} مثل قراءة أبي هريرة، إلا أنه ضم لدال.
١٩ - وقرأ أبو حيوة:{وعباد} بتشديد الباء وبألف بعدها مع ضم العين فتح الدال.
٢٠ - وقرأ ابن حذلم وعمرو بن فائد {وعباد} مثل أبي حيوة إلا أن العين مفتوحة والدال مضمومة. وهذه القراءة كلها شاذة إلا الأوليين كما مر. وقد سبق ذكر الطاغوت في سورة البقرة، وفي المراد به ما هنا قولان، أحدهما: الأصنام والثاني: الشيطان، ذكره ابن الجوزي في تفسيره.
{أُولَئِكَ} الملعونون الممسوخون {شَرٌّ مَكَانًا}؛ أي: أقبح مكانًا ومستقرًا من المؤمنين في الآخرة لأنَّ مكانهم سقر، ولا مكان أشدّ شرًّا منه، أو المعنى: أولئك الملعونون المغضوب عليهم المجعول منهم القردة والخنازير، العابدون الطاغوت شر مكانًا من غيرهم من الكفرة الذين لم يجمعوا بين هذه الخصال الذميمة {وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}؛ أي: أكثرهم ضلالًا عن الطريق المستقيم وقصده ووسطه الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، ومثلًا هؤلاء لا يحملهم على الاستهزاء بدين المسلمين وبصلاتهم وأذانهم إلا الجهل وعمى البصيرة. قال ابن كثير: والمعنى يا أهل الكتاب الطاعنين في ديننا الذي هو توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون ما سواه، كيف يصدر منكم هذا وأنتم قد وجد منكم جميع ما ذكر؟!. قال القرطبي: ولما نزلت هذه الآية عيَّر المسلمون اليهود، وقالوا لهم: يا إخوان القردة والخنازير، فسكتوا ونكسوا رؤوسهم افتضاحًا وفيهم يقول الشاعر:
٦١ - ثم بيّن حال المنافقين منهم فقال:{وَإِذَا جَاءُوكُمْ}؛ أي: وإذا جاءكم أيها المؤمنون المنافقون من اليهود {قَالُوَا} للرسول ولكم إننا {آمَنَّا} بالرسول وما