للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العلماء المعروفين بمساهمته لهم في العلم.

أي: إني (١) بريء مما تعملون مبغض له لا أحبه، ولا أرضاه، ولا يضيرني تهديدكم ولا وعيدكم. وإني لراغب في الخلاص من سوء جواركم. ولعله عليه السلام أراد إظهار الكراهة في مساكنتهم، والرغبة في الخلاص من سوء جوارهم،

١٦٩ - ولذلك أعرض عن محاورتهم، وتوجه إلى الله سبحانه أن ينجيه من أعمال السوء هو وأهله، قال: {رَبِّ}؛ أي: يا ربي، ويا مالك أمري {نَجِّنِي}؛ أي: خلصني أنا {وَأَهْلِي}؛ أي: وأهل بيتي {مِمَّا يَعْمَلُونَ}؛ أي: من شؤم عملهم الخبيث، وعذابه، وأبعدني من عذابك الدنيوي والأخروي، أو من عقوبة عملهم التي ستصيبهم.

١٧٠ - فأجاب الله سبحانه دعاءه، وأغاثه بعد أن استغاثه، حيث قال: {فَنَجَّيْنَاهُ}؛ أي: نجينا لوطًا {وَأَهْلَهُ}؛ أي: أهل بيته بنتيه. قيل: وامرأته المؤمنة، ومن تابعه على دينه وأجاب دعوته كلهم {أَجْمَعِينَ} بإخراجهم من بينهم وقت مشارفة حلول العذاب بهم.

١٧١ - {إِلَّا عَجُوزًا} هي (٢) امرأة لوط المنافقة اسمها والهة، استثنيت من أهله، فلا يضره كونها كافرة؛ لأن لها شركة في الأهلية بحق الزوج. {فِي الْغَابِرِينَ}؛ أي: إلا عجوزًا مقدرًا كونها من الباقين في العذاب؛ لأنها كانت راضية بفعل قومه، وقد أصابها الحجر في الطريق فأهلكها.

وذكر أن امرأة لوط حين سمعت الرجفة التفتت وحدها فمسخت حجرًا، وذلك الحجر في رأس كل شهر يحيض، كذا في كتاب "التعريف والأعلام" للسهيلي. قال في "المفردات": الغابر: الماكث بعد مضي من معه. قال تعالى: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٧١)} يعني: فيمن طال أعمارهم. وقيل: فيمن بقي، ولم يسر مع لوط، وقيل: فيمن بقي في العذاب.

والمعنى: أي فنجيناه (٣) وأهله جميعًا مما حل بأهل القرية من العذاب، فأمرناه بالخروج منها قبل أن ينزل بهم العذاب، إلا عجوزًا قد بقيت ولم تخرج


(١) المراغي.
(٢) روح البيان.
(٣) المراغي.