للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن إزد شير: لا سلطان إلا برجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال إلا بعمارة، ولا عمارة إلا بعدل، وحسن سياسة. قيل: السياسة أساس الرياسة.

٤٢ - {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ} يا محمد (١) وصيغة المضارع في الشرط مع تحقيق التكذيب، لما أن المقصود تسليته عليه السلام، عما يترتب على التكذيب من الحزن المتوقع؛ أي: وإن تحزن على تكذيب قومك إياك، فاعلم أنك لست بأوحدي في ذلك، {فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ}؛ أي: قبل تكذيبهم إياك {قَوْمُ نُوحٍ} نوحًا. {و} كذبت {عاد} هوداً. {و} كذبت {ثمود} صالحًا.

٤٣ - {و} كذبت {قَوْمُ إِبْرَاهِيمَ} إبراهيم {و} كذبت {قَوْمُ لُوطٍ} لوطًا.

٤٤ - {و} كذب {أَصْحَابُ مَدْيَنَ} شعيبًا. ومدين كان ابنا لإبراهيم عليه السلام، ثم صار علمًا لقرية شعيب. وعدل عن قوم شعيب؛ لأن أصحاب مدين أعرق من أصحاب الأيكة في التكذيب، فلذلك خصهم بالذكر.

وفيه (٢) إرشاد له - صلى الله عليه وسلم - إلى الصبر على قومه، والاقتداء بمن قبله من الأنبياء في ذلك. وقد تقدم ذكر هذه الأمم، وما كان منهم ومن أنبيائهم، وكيف كانت عاقبتهم. وإنما غير النظم في قوله: {وَكُذِّبَ مُوسَى} فجاء بالفعل مبنيًا للمفعول؛ لأن قوم موسى لم يكذبوه، وإنما كذبه غيرهم من القبط. وفي "المختار" القبط بوزن القسط، أهل مصر، وهم أصلها. واحدهم قبطي اهـ.

أي: كذبه (٣) القبط، وأصروا إلى وقت الهلاك. وأما بنوا إسرائيل فإنهم وإن قالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، ونحوه، فما استمروا على العناد، بل كلما تجددت لهم المعجزة، جددوا الإيمان. هكذا ينبغي أن يفهم هذا المقال. وغير النظم بذكر المفعول، وبناء الفعل له، للإيذان بأن تكذيبهم له كان في غاية الشناعة، لكون آياته في كمال الوضوح. {فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ} أي: أمهلت للكافرين، وأخرت عنهم العقوبة إلى أجلهم المسمى. والفاء لترتيب الإمهال على


(١) روح البيان.
(٢) الشوكاني.
(٣) روح البيان.