للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بكر الورّاق: معناه قف عند أمرنا ونهينا، ولا تعدهما، وقيل: غير ذلك مما هو أضعف منه.

والحق: أنه من المتشابه الذي استأثر الله سبحانه بعلمه، كما حقّقنا ذلك في فاتحة سورة البقرة.

وقرأ الجمهور: {ق} بسكون الفاء، وبفتحها عيسى، وبكسرها الحسن وابن أبي إسحاق وأبو السمّال، وبالضم هارون وابن السميقع والحسن أيضًا فيما نقل ابن خالويه، والأصل في حروف المعجم إذا لم تركب مع عامل: أن تكون موقوفةً، فمن فتح القاف .. عدل إلى أخفّ الحركات، ومن كسرها .. فعلى أصل التقاء الساكنين، ومن ضم .. فكما ضم قط ومنذ وحيث وقبل وبعد وحسب.

وقوله تعالى: {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}؛ أي: الشريف الكريم على الله، الكثير الخير والبركة، أو ذي المجد والشرف على سائر الكتب على أن يكون للنسب: كلابن وتامر، {الواو} فيه: للقسم إن قلنا: إنّ {ق} من المتشابه الذي لا نعلم معناه، وهو الأصحّ.

والمعنى: أقسمت بالقرآن المجيد، وإن قلنا: إنّ {ق} قسم أقسم به سبحانه وتعالى، فالواو فيه: عاطفة على ما قبله.

والمعنى: أقسمت بـ {ق} وبـ {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}.

٢ - واختلفوا في جواب القَسَم (١)، فقال الأخفش: إنه محذوف، تقديره: أقسمت بالقرآن المجيد، إنك يا محمد لنبيّ منذر؛ أي؛ مخوّف من عذاب الله تعالى، وقال الكوفيّون: جوابه قوله: {بَلْ عَجِبُوا} وقال ابن كيسان: جوابه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ}، وقيل: هو {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ} بتقدير اللام؛ أي: لقد علمنا، وقيل: هو محذوف، تقديره: والقران المجيد، إنا أنزلناه إليك لتنذر به الناس، وقيل: هو محذوف، تقديره: لتبعثّن يدلّ عليه قوله: {وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا


(١) الشوكاني.