للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

شيئًا من الإصلاح، ففائدة العطف بيان أن إفسادهم لا يخالطه شيء ما من الإصلاح.

٤٩ - {قَالُوا} استئناف لبيان (١) بعض ما فعلوا من الفساد، أي: قال بعضهم لبعض في أثناء المشاورة في أمر صالح عليه السلام بعد أن عقروا الناقة، وتوعدهم بقوله: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} {تَقَاسَمُوا}؛ أي: تحالفوا، وهو أمر مقول لـ {قَالُوا}، أو ماض وقع حالًا من {الواو} في {قالوا} بإضمار قد؛ أي: والحال أنهم تقاسموا بالله {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ} أي: احلفوا لنباغتنه وأهله بالهلاك ليلًا؛ أي: لنأتين صالحًا ليلًا بغتة، فلنقتلنه وأهله {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ}؛ أي: لولي دم صالح وأهله إن سألنا عنه {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ}؛ أي: ما حضرنا هلاكه وهلاكهم فضلًا عن أن نتولى إهلاكهم فيكون مصدرًا، أي: ما هلاكهم فيكون زمانًا، أو مكان هلاكهم فيكون اسم مكان. ولا ندري من قتله ولا قتل أهله {وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}؛ أي: ونحلف إنا لصادقون فيما نقول، فهو من تمام القول، وإذا كانوا لم يشهدوا هلاكهم فهم لم يقتلوهم بالأولى، وأيضًا فهم إذا لم يقتلوا الأتباع فأحر بهم أن لا يقتلوا صالحًا.

وقرأ الجمهور (٢): {تَقَاسَمُوا} وابن أبي ليلى: {تقسموا} بغير ألف وتشديد السين، وكلاهما من القسم، والتقاسم والتقسيم كالتظاهر والتظهير، والظاهر أن قوله: {تَقَاسَمُوا} فعل أمر محكي بالقول، وهو قول الجمهور. وقرأ (٣) حمزة والكسائي: {لتبيتنه} بتاء فوقية بعد اللام، وبالرفع للجمع {ثم لتقولن} بتاء فوقية وبالرفع للجمع. وقرأ مجاهد وأبو رجاء وحميد بن قيس: {ليبيتنه} بياء وتاء مضمومتين. {ثم ليقولن} بياء مفتوحة وقاف مضمومة وواو ساكنة ولام مضمومة.

وعبارة أبي حيان: وقرأ الجمهور (٤): {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ} بالنون فيهما، والحسن وحمزة والكسائي بتاء خطاب الجمع، ومجاهد وابن وثاب


(١) روح البيان.
(٢) البحر المحيط.
(٣) المراح.
(٤) البحر المحيط.