قوله تعالى:{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ الله (١) سبحانه وتعالى لمّا ذكر قصص قوم نوح، وعاد, وثمود، وقوم لوط، وقوم فرعون، وفصل ما أصيبوا به من عذاب الله الذي لا مرد له بسبب كفرهم بآياته، وتكذيبهم لرسله .. أعقب هذا بتنبيه كفار قريش إلى أنهم إن لم توبوا إلى رشدهم، ويرجعوا عن غيهم، فستحل بهم سنتنا، ويحيق بهم من البلاء مثل ما حل بأضرابهم من المكذبين من قبلهم، ولا يجدون عنه محيصًا ولا مهربًا. ثم خاطبهم خطاب إنكار وتوبيخ، فقال لهم: علام تتكلون؟ وماذا تظنون أأنتم خير ممن سبقكم عددًا وكثرة مال وبطشًا وقوة؛ أم لديكم صك من ربكم بأنه لن يعذبكم مهما أشركتم واجترحتم من السيئات أم تظنون أنكم جمع كثير لا يمكن أن ينال بسوء، ولا تصل إلى أذاكم يد مهما أوتيت من القوة. كلا إن شيئًا من هذا ليس بكائن، وإنكم ستنهزمون، وتولون الأدبار في الدنيا، وسيحل بكم قضاء الله الذي لا مفر منه، وما سترونه في الآخرة أشد نكالًا، وأعظم وبالًا، فأفيقوا من غفلتكم، وأنيبوا إلى ربكم عسى أن يرحمكم.
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) ...} إلى آخر السورة، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر تكذيب الأمم الماضية