للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّه سبحانه وتعالى لمّا ذكر (١) الفصل بين الكفار والمؤمنين يوم القيامة، أعقب تعالى ذلك بأنّه عالم بجميع ما في السماء والأرض، فلا تخفى عليه أعمالكم، وأن ذلك في كتاب.

وعبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ الله سبحانه لمّا ذكر أنّه يحكم بين عباده يوم القيامة، ويجازي كلاًّ من المسيء والمحسن بما هو له أهل .. أعقب هذا ببيان أنّه العليم بما يستحقّه كلًّا منهم، فيقع حكمه بينهم بالعدل.

ثمّ أرشد إلى أنّه على وضوح الدلائل وعظيم النعم عليهم عبدوا غيره مما لم يقم الدليل على وجوده، وأنّهم مع جهلهم إذا نبّهوا إلى الحقّ، وعرضت عليهم المعجزة، وتلي عليهم الكتاب الكريم، ظهر في وجوههم الغيظ والغضب، وهمّوا أن يبطشوا بمن يذكّرهم بآيته إنكارًا منهم لما خوطبوا به. ثمّ أبان لهم أنّ ما ينالهم من النار التي يقتحمونها بأفعالهم وأقوالهم، أعظم مما ينالهم من الغمّ والغيظ حين تلاوة هذه الآيات.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لمّا ذكر أنّ الكفار يعبدون ما لا دليل على عبادته، لا من سمع ولا من عقل، ويتركون عبادة من خلقهم .. ذكر ما عليه معبوداتهم من انتفاء القدرة على خلق أقلّ الأشياء، بل على ردّ ما أخذه ذلك الأقلّ منه، وفي ذلك تجهيل عظيم لهم، حيث عبدوا من هذه صفته.

مناسبة (٢) هذه الآيات لما قبلها واضحة: وهو أنه تعالى لما ذكر ثواب من هاجر وقتل، أو مات في سبيل الله، أخبر أنه لا يدع نصرتهم في الدنيا، على من بغى عليهم، وهو قادر على ذلك، إذ من (٣) قدر على إدخال الليل في النهار، وإدخال النهار في الليل، بأن يزيد في أحدهما ما ينقصه من الآخر يقدر على


(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.
(٣) المراغي.