للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المناسبة

قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ ...} مناسبة هذه الآيات لما قبلها واضحة، وهو أنه تعالى لما ذكر ثواب من هاجر وقتل ومات في سبيل الله أخبر أنه لا يدع نصرتهم في الدنيا على من بغى عليهم وهو قديرٌ على ذلك إذ من قدر على إدخال الليل في النهار وإدخال النهار في الليل بأن يزيد من أحدهما ما ينقصه من الآخر .. يقدر على نصره وهو الثابت الإلهية وحده إذ لا يصلح لها إلا من كان كامل القدرة كامل الحلم وأن ما سواه باطل لا يقدر على شيء.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ الله سبحانه وتعالى لمّا ذكر (١) ما دلّ على قدرته الباهرة، من إيلاج الليل في النهار والنهار في الليل، وهما أمران مشاهدان بمجيء الظلمة والنور، ذكر أيضًا ما هو مشاهد من العالم العلوي والعالم السفلي، وهو نزول المطر وإنبات الأرض، وإنزال المطر واخضرار الأرض مرئيّان.

قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما قدّم (٢) ذكر نعمه، وأنه رؤوف بعباده رحيم بهم، وأنّ الإنسان كفور بطبعه، ومن ثمّ جحد الخالق لهذه النعم، أتبعه بزجر معاصريه - صلى الله عليه وسلم - من أهل الأديان السماوية، عن منازعته بذكر خطأهم فيما تمسكوا به من الشرائع، وبيان أنّ لكل أمة شريعة خاصّة. ثمّ أمره بالثبات على ما هو عليه من الحقّ، وأنه لا يضره عناد الجاحدين، فالله هو الحكم بينهم وبينه يوم القيامة. وفي "الفتوحات": مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن هذه مشتملة على النعم التكليفية، والتي قبلها مشتملة على نعم غير تكليفية، اهـ. انتهت.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ...} الآيات،


(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.