للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه ابن جرير والطبراني عن رفاعة القرظي قال: نزلت {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} في عشرة أنفار أنا أحدهم. وأخرج ابن جرير عن علي بن رفاعة قال: خرج عشرة رهط عن أهل الكتاب، منهم رفاعة - يعني أباه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمنوا، فأوذوا فنزلت: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} الآية، وأخرج عن قتادة قال: كنا نحدث أنها نزلت في أناس من أهل الكتاب، كانوا على الحق حتى بعث الله سبحانه محمدًا فآمنوا، منهم عثمان، وعبد الله بن سلام.

قوله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ ...} الآية، قال (٢) سعيد بن جبير: نزلت هذه الآية في سبعين من القسيسين بعثهم النجاشي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قدموا عليه قرأ عليهم {يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢)} حتى ختمها، فجعلوا يبكون، وأسلموا.

وأخرج (٣) الطبراني في "الأوسط" بسند فيه من لا يُعرف عن ابن عباس: أن أربعين من أصحاب النجاشي قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشهدوا معه أحدًا، فكانت فيهم جراحات، ولم يقتل منهم أحد، فلما رأوا ما بالمؤمنين من الحاجة، قالوا: يا رسول الله إنا أهل ميسرة، فأذن لنا نجيء بأموالنا، نواسي بها المسلمين، فأنزل الله فيهم {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ...} الآيات. فلما نزلت قالوا: يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم فله أجران، ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم، فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ...} الآية.

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل قال: لما نزلت {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا} فخرج مؤمنوا أهل الكتاب على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: لنا أجران،


(١) لباب النقول.
(٢) المراغي.
(٣) لباب النقول في سورة الحديد.