ومنها: التشبيه في قوله: {كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ} وفيه أيضًا مجاز بالحذف؛ لأنه على حذف مضاف، تقديره: تدور أعينهم كعين الذي يغشى عليه من الموت.
ومنها: الإطناب بتكرار الاسم الظاهر في قوله: {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} كرر الاسم الشريف؛ للتكريم والتعظيم، ولأنه لو أعادهما مضمرين .. لجمع بين اسم الله تعالى واسم رسوله في لفظة واحدةً، فكان يقول: وصدقا، وقد كره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ورد على من قاله حيث قال:"من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال له: بئس خطيب القوم أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله قصدًا إلى تعظيم الله، وقيل: إنه إنما رد عليه؛ لأنه وقف على يعصهما، وعلى الأول استشكل بعضهم بقوله عليه الصلاة والسلام: "حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، فقد جمع بينهما في ضمير واحد، وأجيب: بأن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أعرف بقدر الله تعالى منا، فليس لنا أن نقول كما يقول. اهـ. "سمين".
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ}؛ لأن النحب حقيقة في النذر، فاستعير للموت؛ لأنه نهاية كل حي، فكأنه نذر لازم في رقبة الإنسان، ولكن في هذا تقبيح للاستعارة، وإذهاب لرونقها, ولكن الأنسب بمقام المدح أن يكون النحب مستعارًا لالتزام الموت، شهيدًا، إما بتنزيل أسبابه التي هي أفعال اختيارية للناذر منزلة التزام نفسه، وإما بتنزيل نفسه منزلة أسبابه؛ وإيراده الالتزام عليه. اهـ. "جمل".
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} وفيه التعريض بأرباب النفاق، وأصحاب مرض القلب، فإنهم ينقضون العهود، ويبدلون العقود.
ومنها: الاعتراض في قوله: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} بجملة {إِنْ شَاءَ} للتنبيه على أن أمر العذاب أو الرحمة، موكول لمشيئته تعالى.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} شبهت هذه المذكورات في بقائها على المسلمين بالميراث الباقي على