الحمد لله الذي أجرى السحاب، وهزم الأحزاب، ونصر الأحباب بريح وجنود لم يروها، وعلَّم الإنسان ما لم يعلموها، وأنزل القرآن تنويرًا للصدور، وتزيينًا للنحور، وجعله معجزة باقية على ممر الدهور، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ذوي النجدة والكرم، وعلى من تبعهم إلى يوم الجزاء من العرب والعجم.
أما بعد: فإني لما تفرغت من تفسير الجزء الحادي والعشرين من القرآن الكريم .. تصديت لتفسير الجزء الثاني والعشرين منه، مستمدًا من فيض من إذا أراد شيئًا هيَّأ له أسبابه، وفتح بيد التسهيل، والتيسير بابه، فهو المرجو في كل دعاء، والمأمول في كل رجاء، فقلت وقولي هذا: