ومنها: التنكير في قوله: {عَلَى رَجُلٍ} للإبهام والتجهيل، ولم يذكروا اسمه إمعانًا في التجهيل، كأنه إنسان مجهول.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ} لما فيه من وصف الشيء بوصف فاعله؛ إذ البعد في الأصل وصف الضال؛ لأنه الذي يتباعد عن المنهاج القويم، وكلما ازداد بعدًا منه كان أضلَّ.
ومنها: تقديم العذاب على ما يوجبه ويؤدي إليه، وهو الضلال للمسارعة إلى بيان ما يسوؤهم.
ومنها: جعل العذاب والضلال محيطين بهم إحاطة الظرف بالمظروف؛ لأن أسباب العذاب معهم، فكأنهم في وسط.
ومنها: وضع الموصول موضع ضميرهم في قوله: {بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ} للتنبيه على أنَّ علة ما اجترؤوا عليه كفرهم بالآخرة، وما فيها من فنون العقاب، ولولاه لما فعلوا ذلك خوفًا من غائلته اهـ "روح".