والخلاصة: دعوا السؤال عن وقت مجيء الساعة، فإنه كائن لا محالة، وسلوا عن أحوال أنفسكم حين تكونون مبهوتين متحيرين من هول ما تشاهدون، فهذا أليق بكم، قيل (١): هو يوم البعث، وهو السابق إلى الذهن، وقيل: وقت حضور الموت، وقيل: أراد يوم بدر؛ لأنه كان يوم عذابهم في الدنيا. أقوال، وعلى كل تقدير فهذه الإضافة للبيان، ويجوز في {مِيعَادُ} أن يكون مصدرًا مرادًا به الوعد، وأن يكون اسم زمان، قال أبو عبيدة: الوعد والوعيد والميعاد بمعنى.
وقرأ الجمهور:{مِيعَادُ} يوم بالإضافة، وقرأ ابن أبي عبلة واليزيدي:{ميعاد يومًا} بتنوينهما، قال الزمخشري: وأما نصب {يومًا} فعلى التعظيم بإضمار فعل تقديره: لكم ميعاد، أعني يومًا، وأريد يومًا صفته كيت وكيت، ويجوز أن يكون انتصابه على الظرف على حذف مضاف؛ أي: إنجاز وعد يوم من صفته كيت وكيت، وقرأ عيسى:{ميعاد} منونًا، و {يوم}: بالنصب من غير تنوين مضافًا إلى الجملة، واحتمل تخريجه على الظرف على حذف مضاف؛ أي: إنجاز وعد يوم كذا، واحتمل تخريج الزمخشري على التعظيم.
{لَقَدْ}: {اللام}: موطئة للقسم، {قد}: حرف تحقيق، {كاَنَ}: فعل ناقص، {لِسَبَإٍ}: خبرها مقدم، {فِي مَسْكَنِهِمْ}: حال من {سَبَأ}؛ أي: حال كونهم في مسكنهم {آيَةٌ}: اسمها مؤخر، وجملة {كاَنَ} جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم مستأنفة، {جَنَّتَانِ}: بدل من {آيَةٌ} بدل كل، أو خبر لمبتدأ محذوف، {عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ}: صفة لـ {جَنَّتَانِ}، {كُلُوا}: فعل أمر وفاعل، {مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ}: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ {كُلُوا}، والجملة في محل الرفع مقول لقول محذوف تقديره: وقيل لهم بلسان الحال، أو بلسان المقال: كلوا من رزق ربكم، {وَاشْكُرُوا}: فعل وفاعل، معطوف على {كُلُوا}،