ومنها: حذف الخبر لدلالة السياق عليه في قوله: {قُلِ اللَّهُ}؛ أي: قل الله الخالق الرازق للعباد، ودلَّ على المحذوف سياق الآية.
ومنها: المبالغة بذكر صيغ المبالغة في قوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}، وفي قوله:{وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ}؛ لأن فعالًا وفعولًا وفعيلًا من أوزان المبالغة.
ومنها: الاستدراج في قوله: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}، وهو فن يعتبر من البلاغة محورها الذي تدور عليه؛ لأنه يستدرج الخصم ويضطره إلى الإذعان والتسليم، والعزوف عن المكابرة واللجاج، فإنه لما ألزمهم الحجة خاطبهم بالكلام المنصف الذي يقول من سمعه المخاطب به: قد أنصفك صاحبك، كقول الرجل لصاحبه: أنا وأنت أحدنا لكاذب، وأبرزه في صورة الإبهام لأجل الإنصاف في الكلام.
ومنها: المخالفة بين حرفي الجر في قوله: {لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} فإنه إنما خولف بينهما في الدخول على الحق والباطل؛ لأن صاحب الحق كأنه مستعلٍ على فرس جواد يركض به حيث شاء، وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلام منخفض فيه، لا يدري أين يتوجه، وهذا معنى دقيق قلّما يراعى مثله في الكلام، وكثيرًا ما سمعنا إذا كان الرجل يلوم أخاه أو يعاتب صديقه على أمر من الأمور، فيقول له: أنت على ضلالك القديم، كما أعهدك، فيأتي بعلى في موضع: في، وإن كان هذا جائزًا، إلا أن استعمال في هنا أولى لما أشرنا إليه، والاستعارة التصريحية واضحة.
ومنها: الأمر في قوله: {أَرُونِيَ} أمرهم بإراءته الأصنام مع كونها بمرأى منه إظهارًا لخطئهم، وإطلاعهم على بطلان رأيهم.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {عَمَّا أَجْرَمْنَا} لأن الإجرام في الأصل: القطع ثم استعير لكل اكتساب مكروه.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا