للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قبلتكم، والحجة لكم لانتفاء حجج الناس عليكم ولإتمام النعمة عليكم، فيكون التعريف معللًا بهاتين العلتين. والفصل بالاستثناء وما بعده كلا فصل؛ إذ هو من متعلق العلة الأولى، وقيل: معطوف على علة مقدرة، كأنه قيل: واخشوني؛ لأوفقكم، ولأتم نعمتي عليكم. وإتمام النعمة الهداية إلى القبلة. وقيل: دخول الجنة. والمعنى: ولكي أتم نعمتي عليكم بهدايتي إياكم إلى قبلة إبراهيم لتتم لكم الملة الحنفية. وقيل: تمام النعمة الموت على الإِسلام، ثم دخول الجنة، ثم رؤية الله تعالى: {وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}؛ أي: ولكي تهتدوا من الضلالة إلى الحق، فهو علة ثالثة، فإن قلتَ: إن الله تعالى أنزل عند قرب وفاته - صلى الله عليه وسلم - {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} فدلّ على أن تمام النعمة إنما حصل ذلك اليوم فكيف قال قبل ذلك بسنين كثيرة في هذه الآية: {وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ}؟

قلنا: تمام النعمة في كل وقتٍ بما يليق به، فلا معارضة بين الآيتين.

الإعراب

{وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ}.

{وَلَئِنْ}: {الواو} استئنافية، أو داخلة على مقسم به محذوف، تقديره: وعزتي وجلالي {اللام}: موطئة للقسم {إن}: حرف شرط جازم. {أَتَيْتَ}: فعل، وفاعل في محل الجزم بإن على كونه فعل شرط لها. {الَّذِينَ}: اسم موصول للجمع المذكر في محل النصب مفعول به؛ لأن (أتى) هنا بمعنى جاء. {أُوتُوا}: فعل ماض مُغيَّر ونائب فاعل وهو المفعول الأول. {الْكِتَابَ}: مفعول ثان؛ لأن (أتى) هنا بمعنى أعطى، والجملة من الفعل المغيَّر ونائب فاعل صلة الموصول، والعائد ضمير الغائب. {بِكُلِّ آيَةٍ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {أَتَيْتَ}. {مَا تَبِعُوا}: {ما}: نافية. {تَبِعُوا} فعل وفاعل، {قِبْلَتَكَ}: مفعول به ومضاف إليه، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم مع جوابه ساد مسد جواب الشرط، وجملة الشرط مستأنفة استئنافًا نحويًّا لا محل لها من الإعراب، وإنما جعلنا المذكور جوابًا للقسم لا للشرط جريًا على القاعدة النحوية: أنه إذا اجتمع شرط وقسم فإنه يحذف جواب المتأخر