للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الكافرين، وهذا يدل على أن أولئك الثلاثة هم في الجنة، والذين كفروا هم مقابلوهم.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لماذكر فيما سلف أنه ليس للظالمين من ينصرهم، ويدفع العذاب عنهم .. أردف ذلك ببيان أنه محيط بالأشياء علمًا، فلو كان لهم نصير في وقت ما .. لعلمه، إلا أنه تعالى لما نفى النصير على سبيل الاستمرار، وكان ذلك مظنة أن يقال: كيف يخلدون في العذاب، وقد ظلموا في أيام معدودات .. أعقب ذلك بذكر أنه عليم بما انطوت عليه ضمائرهم، وأنهم صمموا على ما هم فيه من الضلال والكفر إلى الأبد، فمهما طالت أعمارهم فلن تتغير حالهم.

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه لما بيَّن (١) أنه هو الذي استخلفهم في الأرض .. أكد هذا بأمره - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لهم ما يضطرهم إلى الاعتراف بوحدانيته، وعدم إشراك غيره معه.

قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر تكذيبهم للتوحيد بإشراكهم الأوثان والأصنام، وبَكَّتهم على هذا أشد التبكيت، وضرب لهم الأمثال ليبين لهم سخف عقولهم وقبح معتقداتهم .. أردف ذلك بذكر إنكارهم للرسالة بعد أن كانوا مترقبين لها ناعين على أهل الكتاب تكذيب بعضهم بعضًا، فقالت اليهود: ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى: ليست اليهود على شيء، ثم هددهم بأن عاقبتهم ستكون الهلاك الذي لا محيص عنه، وتلك سنة الله سبحانه في الأولين من قبلهم، وسنته لا تبديل فيها ولا تحويل.

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...} الآية، مناسبة هذه الآية لما قبلها: أن الله سبحانه (٢) لما هدد المشركين بجريان سنته فيهم بإهلاكهم، كما أهلك المكذبين من قبلهم .. نبَّههم إلى ذلك بما يشاهدونه من


(١) المراغي.
(٢) المراغي.