المذكورة كالإنشاء والإحياء، وأن إرادته لا تتخلف عن مراده ونحو ذلك، وأردتم بيان ما هو اللازم لكم .. فأقول لكم: نزهوا الإله {الَّذِي بِيَدِهِ}؛ أي: تحت يده وقبضته {مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ}؛ أي: ملك كل شيء، وضبطه وتصرفه عما وصفوه تعالى به من العجز، وتعجبوا مما قالوه في شأنه تعالى من النقصان. ونزهوا الذي {إِلَيْهِ} لا إلى غيره. إذ لا مالك سواه على الإطلاق {تُرْجَعُونَ}؛ أي: تردون بعد الموت فيجازيكم بأعمالكم. وهو وعد للمقرين، ووعيد للمنكرين؛ لأن الخطاب عام للمؤمنين والكافرين.
وقرأ الجمهور:{مَلَكُوتُ}. وقرأ الأعمش، وطلحة بن مصرف، وإبراهيم التيمي {ملكة} بزنة شجرة. وقرىء {مملكة} بزنة مفعلة. وقرىء {ملك}. والملكوت أبلغ من الجميع. وقرأ الجمهور:{وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بالفوقية على الخطاب مبنيًا للمفعول. وقرأ السلمي، وزر بن حبيش، وأصحاب بن مسعود بالتحية على الغيبة مبنيًا للمفعول أيضًا. وقرأ زيد بن علي على البناء للفاعل.
{إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ}: ناصب واسمه ومضاف إليه، {الْيَوْمَ}: ظرف متعلق بمحذوف حال من {أَصْحابَ الْجَنَّةِ}، {فِي شُغُلٍ}: خبر {إن} الثاني، {فاكِهُونَ}: خبرها الأول. ويجوز العكس. ويجوز أن يتعلق {فِي شُغُلٍ} بـ {فاكِهُونَ} أو في محل نصب على الحال. وجملة {إِنَّ} مستأنفة، مسوقة لبيان أحوال الجنة، وتقريرها، إغاظة للكفار وتقريعًا وزيادة في ندامتهم وحسرتهم. {هُمْ}: مبتدأ، {وَأَزْواجُهُمْ}: معطوف على هم، {فِي ظِلالٍ}: خبر المبتدأ؛ أي: لا تصيبهم الشمس لانعدامها بالكلية. {عَلَى الْأَرائِكِ}: متعلق بـ {مُتَّكِؤُنَ}، و {مُتَّكِؤُنَ}، خبر ثان لـ {هم}. ويجوز أن يكون {فِي ظِلالٍ}: حالًا من المبتدأ على رأي سيبويه. والجملة الاسمية مستأنفة، استئنافًا بيانيًا، مسوقة لبيان كيفية شغلهم.