لمحة عن الشيعة: وقول صاحب «المصباح»: اسم لجماعة مخصوصة، أراد الشيعة، أقدم الفرق الإسلامية، وقد ظهروا بمذهبهم السياسي في آخر عصر عثمان - رضي الله عنه -، ونما وترعرع في عهد علي - رضي الله عنه -، وقوام هذا المذهب: أن الإمامة ليست من المصالح العامة، التي تفوّض إلى نظر الأمة، ويتعين القائم بها بتعيينهم، بل هي ركن الدين، وقاعدة الإسلام، ولا يجوز لنبي إغفالها وتفويضها إلى الأمة، بل يجب عليه تعيين الإمام لهم، ويجب أن يكون معصومًا عن الكبائر والصغائر، وأن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، كان هو الخليفة المختار من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه أفضل الصحابة، ولها فرق كثيرة يرجع إليها في «كتاب الملل والنحل» للشهرستاني وكتاب «الفصل في الملل والنحل» لابن حزم.
{أَإِفْكًا} الإفك: أسوأ الكذب. {فِي النُّجُومِ} جمع نجم، وهو الكوكب الطالع. وفي «القرطبي»: فنظر إلى نجم طالع فقال: إن هذا يطلع مع سقمي. وكان علم النجوم مستعملا عندهم، منظورًا فيه، فأوهمهم هو من تلك الجهة، وأراهم معتقدهم عذرًا لنفسه، وذلك أنهم أهل رعاية وفلاحة، وهاتان المعيشتان يحتاج فيهما إلى نظر في النجوم.
{فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩)} قال في «المفردات»: السَّقَمُ والسُّقْمُ: المرض المختص بالبدن، والمرض قد يكون في البدن وفي القلب. {فَراغَ} قال في «القاموس»: راغ الرجل والثعلب روغًا وروغانًا، مال وحاد إلى الشيء في خفية؛ أي: فذهب خفية إلى أصنامهم. وأصل الروغ والروغان: الميل. قال شاعرهم:
وفي «المختار»: راغ الثعلب من باب قال وروغانًا بفتحتين، والاسم منه الرواغ بالفتح. {ضَرْبًا بِالْيَمِينِ}؛ أي: بالقوة والشدة. {يَزِفُّونَ}؛ أي: يسرعون، من زف النعام زفيفًا إذا أسرع. ويزفون بضم الياء، من أزف إذا دخل في الزفيف