{فَاسْتَفْتِهِمْ} الفاء: عاطفة، عطفت هذه الجملة على قوله في أول السورة:{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا}، وإن بعد المدى، قال البيضاوي:{فَاسْتَفْتِهِمْ}، معطوف على مثله في أول السورة، فأمر أولًا باستفتائهم عن وجه إنكار البعث، وساق الكلام في تقريره، جاريًا لما يلائمه من القصص، موصولًا بعضها ببعض، ثم أمر باستفتائهم عن وجه القسمة، حيث جعلوا لله البنات، ولأنفسهم البنين في قولهم: الملائكة بنات الله، وإن شئت قلت: الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا كان الله موصوفًا بصفات الكمال، وأردت توبيخ هؤلاء المشركين على زعمهم الفاسد .. فأقول لك: استفتهم على سبيل التوبيخ. {استفتهم} فعل أمر، وفاعل مستتر يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم -، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة أو الجملة معطوفة على ما تقدم في أول السورة. {أَلِرَبِّكَ}: الهمزة: للاستفهام الإنكاري، {لِرَبِّكَ}: خبر مقدم. {الْبَناتُ} مبتدأ مؤخر، والجملة في محل النصب مفعول ثان لـ {استفتهم}؛ لأنه بمعنى: اسألهم. و {لَهُمُ}: خبر مقدم. {الْبَنُونَ}: مبتدأ مؤخر، والجملة في محل النصب معطوفة على ما قبلها. {أَمْ}: حرف عطف معادلة للهمزة؛ كأن المستفهم يدّعي ثبوت أحد الأمرين، ويطلب تعيينه منهم قائلًا: أي هذين الأمرين تدعونه. {خَلَقْنَا}: فعل، وفاعل، {الْمَلائِكَةَ}: مفعول به. {إِناثًا}: حال من الملائكة. والجملة معطوفة عليه جملة {أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ}. {وَهُمْ}: {الواو}: حالية. {هُمْ}: مبتدأ. {شاهِدُونَ}: خبر، والجملة في محل النصب حال من الملائكة أيضًا، ولكنها حال سببية، والرابط مقدر، تقديره: أم خلقنا الملائكة إناثا، والحال أنهم شاهدون خلقهم.