{خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} استعارة (١) عن الاقتداء به واتباع آثاره؛ وهي أبلغ عبارة عن التحذير من طاعته فيما يأمر به، وقبول قوله فيما يدعو إلى فعله.
{إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ} فيه استعارة تصريحية تبعية، وتقريرها أن يقال: شُبِّه تزيِّنه وبعثه لهم على الشر تسفيهًا لرأيهم وتحقيرًا لشأنهم، يأمر من يأمر بشيءٍ، ثم اشتق من الأمر بمعنى التزيين، يأمر بمعنى يزين على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.
{بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ} هو من باب عطف الخاص على العام؛ لأن السوء يتناول جميع المعاصي، والفحشاء أقبح وأفحش المعاصي.
{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا} فيه تشبيه مرسل لذكر الأداة فيه، ومجمل لحذف وجه الشبه فيه، فقد شبه الكفار بالبهائم التي تسمع صوت المنادي من غير أن تفقه كلامه وتفهم مراده.
{صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} فيه تشبيه بليغ حذف فيه أداة التشبيه ووجه الشبه؛ أي: هم كالصم في عدم سماع الحق، وكالبكم والعمي في عدم الانتفاع بالقرآن.
{وَاشْكُرُوا لِلَّهِ} فيه التفات من ضمير المتكلم إلى الغيبة؛ إذ لو جرى على الأسلوب الأول .. لقال: واشكرونا.
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} فيه قصر قلب للرد على من استحل هذه الأربعة، وحرم الحلال غيرها كالسوائب، ومع ذلك هو، أي: ما حرم عليكم إلا هذه الأربعة لا غيرها من البحيرة.
وفي قوله:{فِي بُطُونِهِمْ} زيادة تشنيع وتقبيح لحالهم، وتصويرهم بمن يتناول رضف جهنم، وذلك أفظع سماعًا وأشد إيجاعًا.
{اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى} فيه استعارة تصريحية تبعية، وتقريرها أن يقال: