ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} لتجسيد الهول في ذلك اليوم الذي تكون فيه مشارفتهم للنار، فعند ذلك ترفع قلوبهم عن مقارها فتلصق بحناجرهم، فلا هي تخرج فيموتوا ويستريحوا, ولا هي ترجع إلى مواطنها فيتنفسوا الصعداء ويتروّحوا, ولكنها معترضة كالشَّجا.
ومنها: عكس الظاهر في قوله: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} إذ لا شفيع لهم أصلًا، فضلًا عن أن يكون مطاعًا، وكان الظاهر أن يقال: ولا يطاع فيهم شفيع.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ}؛ لأن إسناد الخيانة إلى النظرة مجاز؛ لأن الخائن هو الناظر.
ومنها: التهكم في قوله: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ}؛ لأن هذا تهكم بهم؛ لأن الجماد لا يقال فيه: يقضي ولا يقضي.
ومنها: الاستفهام التوبيخي في قوله: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا ...} إلخ. وفيه تهديد للمشركين بذكر عاقبة من كانوا قبلهم من الأمم المكذبة للرسل.