أحدهما: أن {البر}، اسم فاعل مِنْ بَرَّ يَبَرُّ، من باب فرح، والأصل بَرِرَ - بكسر الراء الأولى - بوزن بَطِن وفَرِح، فلما أريد الإدغام .. نقلت كسرة الراء إلى الباء بعد سلب حركتها، فعلى هذا لا يحتاج الكلام إلى حذف وتأويل، فكأنه قيل: ولكن الشخص البرّ من آمن، ويؤيد هذا القراءة الشاذة بصيغة اسم الفاعل الصريح.
الثاني: أن الكلام على حذف مضاف من الأول؛ تقديره: ولكن ذا البرِّ مَنْ آمن.
الثالث: أن الكلام على حذف مضاف من الثاني؛ تقديره: ولكن البرَّ برُّ مَنْ آمن.
الرابع: أن المصدر الذي هو البر - بالكسر - بمعنى اسم الفاعل الصريح الذي هو {البار}، ويؤيده القراءة، الشاذة أيضًا.
{عَلَى حُبِّهِ} والحب: مصدر حَبه يحِبه - بفتح الباء وكسر الحاء - حبًّا لغة في أحبه يُحِبه بضم الياء وكسر الحاء، ويجوز أن يكون مصدرًا للرباعي على حذف الزوائد، ويجوز أن يكون اسم مصدر لأحب الرباعي، ومصدره الأحباب.
{وَفِي الرِّقَابِ}(١) والرقاب: جمع رقبة، والرقبة مؤخر العنق، واشتقاقها من المراقبة، وذلك أن مكانها من البدن مكان الرقيب المشرف على القوم، ولهذا المعنى يقال: أعتق الله رقبته، ولا يقال أعتق الله عنقه؛ لأنها لما سميت رقبة كانت كأنها تراقب العذاب، ومن هذا يقال للتي لا يعيش لها ولد: رقوب لأجل مراعاتها موت ولدها. قال في "المنتخب": وفِعال جمعٌ يطَّرد في فَعَلَة سواء كانت اسمًا نحو رقبة ورقاب، أو صفة نحو حسنة وحسان، وقد يعبر بالرقبة عن الشخص بجملته.
{فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} اسمان مشتقان من {البُؤس} بضم الباء و {الضُر}