للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من التلقية نظير زكى تزكيةً.

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ} أصله: إن ما على أن {إنْ}: شرطية، و {ما} مزيدة لتأكيد معنى الشرط والاستلزام، فلذا لحقت نون التوكيد بفعل الشرط، فإنها لا تلحق الشرط ما لم يؤكد، والنزغ والنسغ بمعنًى وهو شبه النخس، والشيطان ينزغ الإنسان كأنه ينخسه يبعثه على ما لا ينبغي، والمراد: الوسوسة. وفي معاجم اللغة: نزغ ينزغ، من باب ضرب نزغًا، نزغ بين القوم: أفسد، ويقال: نزغ الشيطان بينهم؛ أي: أغرى بعضهم ببعض، ونزغه الشيطان إلى المعاصي؛ أي: حثه، ونزغ الشيطان: وساوسه وما يحمل الإنسان على المعاصي.

{وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ} من السآمة، وهي الملالة؛ أي: لا يملون ولا يفترون. {اهْتَزَّتْ} من الاهتزاز؛ وهو التحرك؛ أي: تحرك بالنبات. {وَرَبَتْ} يقال: ربا ربوًا وربًا: زاد ونما، والفرس ربوًا: إذا انتفخ من عدْوٍ أو فَزع. وقال الراغب: {وَرَبَت}؛ أي: زادت زيادة المتربي، ويقال: للموضع المرتفع: ربوة ورابية، وأصله: ربو، قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم لما اتصلت تاء التأنيث بالفعل .. التقى ساكنان فحذفت الألف. {يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا} من الإلحاد، والإلحاد في الأصل: مطلق الميل والانحراف، ومنه اللحد؛ لأنه في جانب القبر، ثم خص في العرف بالانحراف عن الحق إلى الباطل؛ أي: يميلون عن الاستقامة، وهو بضم الياء: مضارع ألحد في دين الله؛ أي: جار وعدل، وقرىء: بفتح الياء مضارع لحد من باب قطع لغة فيه. وقال في "الكشاف": يقال: ألحد الحافر ولحد: إذا مال عن الاستقامة فحفر في شق.

{لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} أصله: يخفيون، قلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين. {يُلْقَى فِي النَّارِ} فيه إعلال بالقلب، أصله: يلقى بوزن يفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. {الْقِيَامَةِ} الياء فيه منقلبة عن واوه. {شِئْتُمْ} أصله: شيء بوزن فعل، بكسر العين، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم لما أسند الفعل إلى ضمير الرفع المتحرك .. سكن آخره فالتقى ساكنان: الألف وآخر الفعل، فحذفت الألف فصار اللفظ شأت، فحذفت حركة فائه، ونقلت إليها حركة مجانسة لتلك العين المحذوفة؛ لتدل عليها، ولما كانت العين هنا ياءً .. نقلت إلى الفاء كسرة؛ لأنها هي التي تناسب الياء، وهكذا كل أجوف من هذا النوع.