والشرط الرابع: أن يبرأ من حق صاحبها، فهذه شروط التوبة الصحيحة. وقيل: التوبة الانتقال عن المعاصي نيةً وفعلًا، والإقبال على الطاعات نيةً وفعلًا، وقال سهل بن عبد الله التستري: التوبة الانتقال من الأحوال المذمومة إلى الأحوال المحمودة.
وقد ورد في الحث على التوبة كثير من الأحاديث في "الصحيحين" وغيرهما.
فمن ذلك: ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه، في اليوم أكثر من سبعين مرة" أخرجه البخاري.
ومنها: ما رُوي عن الأغر بن بشار المزني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أيها الناس، توبوا إلى الله، فإني أتوب إليه في اليوم مئة مرة"، أخرجه مسلم.
ومنها: ما رُوي عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"لله أفرح بتوبة عبده المؤمن، من رجل نزل في أرض دوية، مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه، فنام نومة فاسيقظ، وقد ذهبت راحلته فطلبها، حتى إذا اشتد الحر والعطش، أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكان الذي كنت فيه، فانام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها طعامه وشرابه. فالله أشد فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده" متفق عليه، الدوية الفلاة والمفازة.
ومنها: ما رُوي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "للَّه أفرح بتوبة عبده المؤمن من أحدكم سقط على بعيره وقد أصله في أرض فلاة" متفق عليه.
ومنها: لمسلم عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده، حين يتوب إليه، من أحدكم، كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتي شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته،