{فَيَظْلَلْنَ} من ظل، بمعنى صار. {رَوَاكِدَ}؛ أي: ثوابت لا تجري، يقال: ركدت السفينة إذا سكنت وثبتت، وركد الماء ركودًا من باب قعد، وسكن، والشمس إذا قامت مقام الظهيرة، وكل ثابت في مكان فهو راكد، وركد الميزان استوى، وركد القوم هدؤوا، والمراكد: المواضع التي يركد فيها الإنسان وغيره اهـ "قرطبي". {أَوْ يُوبِقْهُنَّ} يهلكهنّ يقال: وبق يبق مثل: وعد يعد، ووبق يبق من باب تعب يتعب وبقًا، بسكون الباء ووبق يوبق وبقًا، بفتح الباء ووبوقًا وموبقًا، واستوبق هلك، فهو وبق، وأوبقه إيباقًا، أهلكه وذلَله وحبسه. {مَحِيصٍ} أصله: محيص بوزن مفعل، اسم مكان، نقلت حركة الياء إلى الحاء، فسكنت إثر كسرة، فصارت حرف مد.
{كَبَائِرَ الْإِثْمِ} والإثم الذنب، والكبائر جمع كبيرة، والهمزة فيه مبدلة من الياء الموجودة في المفرد، لوقوعها حرف مد ثالثًا، زائدًا في اسم مؤنث {وَالْفَوَاحِشَ} جمع فاحشة، وهي القبيحة، أو المفرطة في القبح، قال في "القاموس": الفاحشة الزنا، وما يشتد قبحه من الذنوب، فيكون عطف الفواحش على الكبائر من عطف البعض على الكل، إيذانًا بكمال شناعته، وقيل: هما واحد، والعطف لتغاير الوصفين، كأنه قيل: يجتنبون المعاصي، وهي عظيمة عند الله تعالى في الوزن، وقبيحة في العقل والشرع.
{وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} والغضب: ثوران دم القلب إرادة الانتقام، والمغفرة هنا بمعنى: العفو والتجاوز والحلم وكظم الغيظ.
{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} مصدر كالفتيا، بمعنى التشاور، وأصله: من الشور: وهو الإخراج، سميت المشاورة به؛ لأن كل واحد من المتشاورين في الأمر، يستخرج من صاحبه ما عنده.