للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بطشًا، وأكثر جندًا، وهم قوم تبع ملوك اليمن من قحطان، فحذار أن تصروا على الكفر، حتى لا يحيق بكم بأس ربكم.

قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر وعيد الكافرين، وما يرونه من الأهوال في ذلك اليوم .. أعقب هذا بوعد المتقين، بما يلاقونه في جنات النعيم، من ضروب التكريم في الملبس، والزوجات، والمآكل، ثم ببيان أن هذا النعيم أبدي، خالد، لا يعقبه موت ولا تحول ولا انتقال، ثم ختم السورة بالمنة على العرب في نزول القرآن بلغتم لعلهم يعتبرون، ويتعظون به، ثم توعدهم إذا هم كذبوا بما جاء به الرسول بحلول النقمة بهم، والنصر له عليهم، كما هي سنته في أمثالهم من المكذبين {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}.

أسباب النزول

قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤)} سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه سعيد بن منصور عن أبي مالك، قال: إن أبا جهل كان يأتي بالتمر، والزبد، فيقول: تزقموا، فهذا الزقوم الذي يعدكم به محمد - صلى الله عليه وسلم -، فنزلت: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤)}.

قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩)} سبب نزوله (٢): ما أخرجه الأموي في "مغازيه" عن عكرمة، قال: لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا جهل، فقال: "إن الله أمرني أن أقول لك: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٥)} قال فنزع ثوبه من يده، فقال: ما تستطيع لي أنت وصاحبك من شيء، لقد علمت أني أمنع أهل بطحاء، وأنا العزيز الكريم، فقتله يوم بدر، وأذله، وعيره بكلمته، ونزل فيه. {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩)}، وأخرج ابن جرير عن قتادة نحوه.


(١) لباب النقول.
(٢) لباب النقول.