للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لأنه غالب على كل شيء، وفي كل صنعة حكمة جليلة.

وفي الحديث القدسي: "يقول الله عَزَّ وَجَلَّ: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري فمن نازعني واحدًا منهما أسكنته ناري". أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه، عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري - رضي الله عنهما -، وقال بعضهم: وصف الحق سبحانه نفسه بالإزار والرداء دون القميص والسراويل؛ لأن الأولين غير مخيطين وإن كان منسوجين فهما إلى البساطة أقرب، والثانيين مخيطان ففيهما تركيب، ولهذا السر حرم المخيط على الرجل في الإحرام دون المرأة؛ لأن الرجل وإن كان خلق من مركب فهو إلى البساطة أقرب، وأما المرأة فقد خلقت من مركب محقق هو الرجل، فبعدت عن البسائط، والمخيط تركيب، فقيل للمرأة: ابقي على أصلك لا تلحقي الرجل، وقيل للرجل: ارتفع عن تركيبك، انتهى.

ومعنى الآية: أي فللَّه الحمد على أياديه على خلقه، فإياه فاحمدوا، وله فاعبدوا، فكل ما بكم من نعمة فهو مصدرها، دون ما تعبدون من وثن أو صنم، وهو مالك السموات السبع، ومالك الأرضين السبع، ومالك جميع ما فيهن، وله الجلال، والعظمة، والسلطان في العالم العلوي، والعالم السفلي، فكل شيء خاضع له، فقير إليه، دون ما سواه من الآلهة والأنداد، وهو العزيز الذي لا يمانع، ولا يغالب، الحكيم في أفعاله وأقواله، تقدس ربنا جلت قدرته، وتعظمت آلاؤه.

وقصارى ذلك: له الحمد فاحمدوه، وله الكبرياء فعظموه، وهو العزيز الحكيم فأطيعوه.

الإعراب

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٢١)}.

{أَمْ}: منقطعة، بمعنى: بل الإضرابية وهمزة الاستفهام الإنكاري. {حَسِبَ