تحقيقًا للحقّ، وتنبيهًا على خطئه في إسناد الوعد إليهما في قوله:{أَتَعِدَانِنِي}.
ومنها: صيغة الحصر في قوله: {مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.
ومنها: التغليب في قوله: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ}؛ لأنّه غلَّب درجات السعداء على دركات الأشقياء، فعبّر عن الكل بالدرجات على طريق التغليب.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعيّة في قوله: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ}؛ لأنَّه استعار العرض للتعذيب، فاشتقَّ منه {يُعْرَضُ} بمعنى يعذّب على طريق الاستعارة التصريحية التبعية، فالعرض هنا مجاز عن التعذيب، نظير قوله: عرض الأسارى على السيف؛ أي: قتلوا, وإلّا فالمعروض عليه يجب أن يكون من أهل الشعور والاطلاع، والنار ليست منهم. قال الفرَّاء: معنى عرضهم عليها: إبرازها لهم، كما في قوله تعالى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (١٠٠)}؛ أي: أبرزناها، حتى نظر الكفار إليها، فالمعروض عليه، يجب أن يكون من أهل الشعور، والنار ليست منه، فلا بدَّ أن يحمل العرض على التعذيب مجازًا بطريق التعبير عن الشيء باسم ما يؤدي إليه، كما يقال: عرض بنو فلان على السيف، فقتلوا به، أو يكون باقيًا على أصل معناه، ويكون الكلام محمولًا على القلب. والأصل: ويوم تعرض النار على الذين كفروا؛ أي: تظهر وتبرز عليهم، والنكتة في اعتبار القلب: المبالغة بادّعاء أنَّ النار ذات تمييزٍ، وقهرٍ وغلبةٍ.
ومنها: الإيجاز بالحذف مع التوبيخ والتقريع في قوله: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا}؛ أي: يقال لهم: أذهبتم.
ومنها: إضافة الرب إلى الريح في قوله: {بِإِذْنِ رَبِّهَا} مع أنه تعالى ربّ كل شيء؛ لتعظيم شأن المضاف إليه، وللإشارة إلى أنَّها في حركتها مأمورةٌ، وأنها من أكابر جنود الله تعالى.
ومنها: إضافة الموصوف إلى صفته في قوله: {عَذَابَ الْهُونِ}.