تنقيص عددها، والتنبيه على أنها كاملة في الثواب؛ يعني: أن ثواب صيام العشرة كثواب الذبح لا ينقص عنه شيئًا.
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}: فيه إظهار في مقام الإضمار؛ لتربية المهابة في روع السامع.
{فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}: فيه إظهار في مقام الإضمار، ونكتته كمال الاعتناء بشأنه، والإشعار بعلة الحكم، فإن زيارة البيت المعظم والتقرب بها من موجبات ترك الأمور المذكورة، وإيثار النفي للمبالغة في النهي، والدلالة على أن ذلك حقيق بأن لا يقع، فإن ما كان منكرًا مستقبحًا في نفسه، ففي خلال الحج أقبح كلبس الحرير في الصلاة؛ لأنه خروج عن مقتضى الطبع والعادة إلى محض العبادة.
{وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ}؛ أي: ومن شر ففيه اكتفاء، وهو ذكر أحد المتقابلين، وحذف الآخر لعلمه من المذكور.
{فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ}: فيه تشبيه تمثيلي، يسمى: مرسلًا مجملًا.
{فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا}: فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة، ولو جاء على الخطاب .. لكان: فمنكم من يقول ومنكم من يقول. وحكمة هذا الالتفات: أنهم لما وجهوا بهذا الذي لا ينبغي أن يسلكه عاقل، وهو الاقتصار على الدنيا .. أبرزوا في صورة أنهم غير المخاطبين بذكر الله، بأن جعلوا في صورة الغائبين، وهذا من التقسيم الذي هو من جملة ضروب البيان.