شابّ منهم، فذكر فضله وفضل قومه، فقال - صلى الله عليه وسلم - لثابت بن قيس بن شمّاس، وكان خطيب النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قُمْ فأجبه" فأجابه، وقام الزبرقان بن بدر فقال .... إلى أن قال:
فلمّا فرغ حسان من قوله .. قال الأقرع بن حابس: وأبي إن هذا الرجل لمؤنَّى له، لخطيبه أخطب من خطيبنا, ولشاعره أشعر من شاعرنا, ولأصواتهم أعلى من أصواتنا، ثم دنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يضرُّك ما كان من قبل هذا" ثم جوزهم فأحسن جوائزهم.
قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ...} الآية، سبب نزولها: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، وكان قد بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني المصطلق ليأخذ الصدقات، فلمَّا أتاهم الخبر .. فرحوا به، وخرجوا يستقبلونه، فلمّا حدث بذلك الوليد .. حسب أنهم جاؤوا لقتاله، فرجع قبل أن يدركوه، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم منعوا الزكاة، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضبًا شديدًا، وبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم، إذ أتاه الوفد، فقالوا: يا رسول الله إنّا حدثنا أن