المعنى؛ أي: قد امتلأت، ولم يبق فيَّ موضع لم يمتلىء، وبهذا قال عطاء ومجاهد ومقاتل بن سليمان. وقيل: إنّ المعنى: أنها طلبت أن يزاد في سعتها لتضايقها بأهلها، واختلف العلماء في أنَّ الخطاب والجواب، هل هما على الحقيقة أو لا؟ فقال بعضهم: هما على الحقيقة، فينطقها الله بذلك كما ينطق الجوارح، وهو المختار، فإنَّ الله على كل شيء قدير، وأمور الآخرة كلها أو جلها على خلاف ما تعورف في الدنيا، وقد دلت الأحاديث على تحقق الحقيقة، فلا وجه للعدول إلى المجاز، كما روي من زفرتها وهجومها على الناس في الموقف، وجرّها الملائكة بالسلاسل، وقولها:"جُزْ يا مؤمن فإنّ نورك أطفأ لهبي". ونحو ذلك مما يدلّ على حياتها الحقيقية وإدراكها.
والمعنى: أي وأنذر قومك: يوم نقول لجهم هل امتلأت بما ألقي إليك فوجًا بعد فوج؟ فتقول: لا مزيد بعد ذلك، وفي هذا بيان أنها مع اتساعها، وتباعد أقطارها يطرح فيها من الجِنة والناس جماعات بعد جماعات، حتى تمتلىء، ولا تقبل الزيادة.
وقرأ الجمهور:{نَقُولُ} بالنون، وقرأ نافع والأعرج وشيبة وأبو بكر والحسن وأبو رجاء وأبو جعفر والأعمش:{يقول} بياء الغيبة، وقرأ عبد الله والحسن والأعمش أيضًا:{يقال} مبنيًا للمفعول، وقرأ الحسن أيضًا:{أقول} بالهمزة.
{ق}: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هذه سورة قاف إن قلنا: إنه علم على السورة، والجملة: مستأنفة، وإن قلنا: من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه .. فلا محل له من الإعراب؛ لأنّ الإعراب فرع عن المعنى، والمعنى غير معلوم لنا. {وَالْقُرْآنِ}{الواو}: حرف جر وقسم. {الْقُرْآنِ}: مقسم به مجرور