{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} البسوق: الطول، يقال: بسق فلان على أصحابه، من باب دخل؛ أي: وطال عليهم في الفضل، وبسقت الشاة ولدت، وأبسقت الناقة؛ وقع في ضرعها اللبأ قبل النتاج، ونوق بساق من ذلك. اهـ "سمين". وفي "المصباح": بسقت النخلة بسوقًا، من باب قعد؛ طالت، فهي باسقة، والجمع باسقات وبواسق، وبسق الرجل: مهر في علمه. اهـ، ويجوز أن يكون معنى {بَاسِقَاتٍ}: حوامل، من أبسقت الشاة: إذا حملت، فيكون من باب أفعل، فهو فاعل.
{نَضِيدٌ}؛ أي: متراكب بعضه فوق بعض، يقال: نضدت المتاع بعضه على بعض ألقيته فهو منضود ونضد، المنضد: السرير الذي ينضد عليه المتاع، ومنه استعير {طَلْعٌ نَضِيدٌ}، كما في "المفردات". {طَلْعٌ} قال في "بحر العلوم": والطلع: ما يطلع من النخلة، وهو الكم قبل أن يشق، ويقال لما يظهر من الكم: طلع أيضًا، وهو شيء أبيض يشبه بلونه الأسنان، وبرائحته المني.
{وَأَصْحَابُ الرَّسِّ} والرس: البئر التي لم تطو؛ أي: لم تبن. {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ} والأيكة: الغيضة الملتفّة الشجر. {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} العيُّ بالأمر العجز عنه، يقال: عيّ بالأمر، وعيي به إذا لم يهتد لوجه علمه، وعيي عن حجته يعيا من باب تعب: إذا عجز عنه، وقد يدغم الماضي، فيقال: عيَّ، فالرجل عيُّ، وعيِّ على فعل وفعيل، وعيي بالأمر لم يهتد لوجهه، وأعياني بالألف أتعبني، فأعييت يستعمل لازمًا ومتعديًا، قال الكسائي: تقول: أعييت من التعب، وعييت من العجز عن الأمر، وانقطاع الحيلة.
{بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ}؛ أي: شك شديد وحيرة واختلاط. {مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} يقال: جددت الثوب: إذا قطعته على وجه الإصلاح، وثوب جديد أصله المقطوع، ثم جعل لكل ما حدث إنشاؤه، وخلق جديد، إشارة إلى النشأة الثانية، وقوبل الجديد بالخلق لما كان المقصود بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب.
{وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} الوسوسة: الصوت الخفيّ، ومنه: وسواس