كما أستعير السجل. وهو الدلو العظيم. وفي "القاموس": الذنوب: الفرس الوافر الذنب، ومن الأيام الطويل الشر. وهو صفة على زنة فعول. والدلو أو فيها ماء، أو الملأى أو دون الملأى، والحظ، والنصيب. والجمع أذنبة وذنائب وذناب، انتهى.
{فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} يقال: استعجله حثه على العجلة، وأمره بها. ويقال: استعجله؛ أي: طلب وقوعه بالعجلة. ومنه قوله تعالى:{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ}{فَوَيْلٌ} والويل: الأشد من العذاب، والشقاء، والهم. ويقال: واد في جهنم.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الإضمار، بلا ذكر مرجع الضمير في قوله:{مَنْ كَانَ فِيهَا}؛ أي: في قرى قوم لوط لشهرتها، وعلمها من السياق.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} فالركن حقيقة فيما يتقوى به البنيان. فاستعاره للجنود، والجموع. لأنّه يحصل بهم التقوي والاعتماد كما يعتمد على الركن في البناء.
ومنها: الكناية في التولي في قوله: {فَتَوَلَّى} لأنه كناية عن الإعراض، أي: فأعرض عن الإيمان بموسى.
ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {وَهُوَ مُلِيمٌ}؛ أي: آتٍ بما يلام عليه على حد عيشة راضية. فأطلق اسم الفاعل على اسم المفعول؛ أي: ملام على طغيانه.
ومنها: الاستعارة المكنية في قوله: {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} حيث شبه ما في الريح من الصفة التي تمنع من إنشاء مطر أو إلقاح شجر بما في المرأة من الصفة المذكورة التي تمنع الحمل. ثم قيل: العقيم، وأريد به ذلك المعنى بقرينة وصف الريح به. فالمستعار له الريح، والمستعار مه ذات النتاج، والمستعار العقم. وهو عدم النتاج. والمشاركة بين المستعار له والمستعار منه في عدم النتاج. وهي استعارة محسوس لمحسوس للإشتراك في أمر معقول. وهي من ألطف الاستعارات. وفي "الشهاب": أصل العقم: اليبس المانع من قبول الأثر، كما قاله الراغب. وهو فعيل بمعنى فاعل أو مفعول كما مرّ.
ومنها: الكناية في قوله: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا} لأنّ الفرش كناية عن البسط